زهرة اللوتس
عضو متألق
المقدمة
لدراسة طلبة القانون للطب العدلي/ الشرعي أهمية كبيرة في مستقبلهم المهني.. ذلك لأن كل واحد منهم سيحتاج في حياته اللاحقة، بعد التخرج، ككادر حقوقي، الى مساعدة الطب العدلي في عمله اليومي، سواء أكان قاضياً، أو محامياً، أو نائباً عاماً،أو محققاً،أو باحثاً جنائياً، وذلك لأن الطبيب العدلي هو الطبيب المختص الذي يستعان بمعلوماته وخبرته الطبية العدلية لخدمة العدالة عن طريق كشف غموض الجانب الطبي من القضايا المختلفة،التي تُعرض عليه من قبل القضاء.
ولكي تصبح العلاقة واضحة ومفهومة بين الحقوقيين،وفي مقدمتهم المحقق، والباحث الجنائي،والمدعي العام،أو وكيل النيابة العامة، وحتى القاضي، وبين خبراء الطب العدلي، بما فيهم الطبيب العدلي، والخبيرالكيميائي، وخبير البصمة، وخبير الأسلحة النارية، وخبير الآثار المادية ومسرح الجريمة،وغيرهم، سيتعرف طلبتنا في المحاضرات المسجلة في المكتبة الصوتية للأكاديمية على الإنترنيت، وفي الكتاب المساعد هذا الموسوم " الطب العدلي والتحري الجنائي"، على موضوعات عديدة متنوعة،وتفاصيل وافية،ذات علاقة، ومنها:
تعريف الطب العدلي، وطبيعته، ومجالاته، وما يقوم به الطبيب العدلي عمليا. وسنركز على مهمات التحقيق، والتحري، والبحث الجنائي، وإقتفاء الأثر، والاثبات العلمي بالادلة المادية، ودور الخبرة في كشف اَثار الجريمة، والآثار المادية ومسرح الجريمة. وفي هذا المضمار، سنركز على الآثار البيولوجية، والبصمات في مسرح الجريمة، وبخاصة البصمة الوراثية أو بصمة الحامض النووي DNA لأهميتها الكبرى.
وإستكمالاً للموضوع،سنتناول بصمات اَثار أخرى، وبخاصة ما يتعلق منها بتحديد الهوية، والإستعراف. وسنتوقف بتفاصيل وافية عند البقع والتلوثات، والجرائم الجنسية، وأحداث وجرائم أخرى تتطلب التحديد، والتعرف، على الفاعلين.
وعدا هذا،سنتناول الجروح،بأنواعها،ونولي أهمية خاصة لجروح الأسلحة النارية.وسنتناول أيضاً الحروق، والسموم، والإختناق، والوفاة المفاجئة.. ونختتم موضوعات الكتاب المساعد هذا بالوفاة وفحص الجثة وتشريحها..
سنركز، في كل موضوع من موضوعات الكتاب، التي نتعرض لها،على ما يخص القضاء، وتحديداً مهمة المحقق أوالباحث الجنائي، والطبيب العدلي، بما يفيد في التحري والبحث الجنائي،والتشخيص، وصولاً لخدمة العدالة، تاركين التفاصيل العدلية للمختصين في الطب العدلي.
ولابد من تنبيه طلبتنا الأعزاء بان هذا الكتاب هو مساعد، ولا يغنيهم،في كل الأحوال، عن البحث في المراجع المتخصصة- كتباً، ومجلات،وفي شبكة الأنترنيت، خاصة وان بعض فصول الكتاب تحتوي على وظائف للطالب، بالأضافة الى ان الإمتحان عن بعد والإمتحان الشفهي في هذه المادة، تستوجب الإجابة عليها بنجاح.وضمان النجاح والتفوق يقتضيان التعمق في الدراسة والبحث، بعيداً عن الاقتباس الحرفي، مع استخدام َ لغة قانونية عاكسة للشخصية العلمية للطالب.
عسى ان نكون قد توفقنا في تقديم كتاب مساعد يعين طالب القانون في مهمته الدراسية.
د. كاظم المقدادي
الفصل الأول
مصطلحات وتعريفات
مقدماً، لابد من التنبية الى ان للطب العدلي مسميات ومترادفات كثيرة في الأدبيات العربية، مثل: "الطب الشرعي"، و" الطب القضائي"، و" الطب القانوني، و" الطب الجنائي"، و" طب المحاكم"، الخ. في العراق، يستخدم مصطلح " الطب العدلي".
وهذه التسميات موجودة أيضاً في الأدبيات الأجنبية، مثل:
Legal Medicine, Medical Jurisprudence[ ] Forensic Medicine,
نترك تعريف "الطب العدلي" الى الفصل الثاني،ونبدأ بالتذكير بمجموعة من المصطلحات والتعريفات،التي تحتاجون إليها،وقد مر بعضها عليكم في فصول دراستكم للقانون، ولا مانع من التكرار،ففي الإعادة إفادة-كما يقول المثل المأثور، خاصة وأنكم ستحاجون لهذه المصطلحات والتعريفات، ليس فقط في دراستكم الحالية لمادة " الطب العدلي"، وإنما أيضاً في حياتكم المهنية القادمة..
نتوقف هنا عند بعض المصطلحات والتعريفات بصورة سريعة،وسنتوقف عندها مجدداً، و بصورة أوفى، في الفصول الأخرى من الكتاب، في حينها..
نبدأ ببضعة كلمات عن الجرائم:
تعرفون بأن الجرائم تصنف إلى عدد من أنواع الجريمة، ومنها :
الجريمة العمدية: وهي تنفيذ متعمد مع سبق الأصرار والترصد، مثل حريق متعمد , سرقة , أو قتل.
السطو / السرقة : الدخول غير المسموح به لمبنى أو مسكن من أجل السرقة .
الحريق : الإبادة المتعمدة لملكية عامة، أو خاصة بأشخاص اَخرين، باستخدام وسائل الحرق .
الاحتيال / التزييف : طريقة مكرية متعمدة لإنتاج نسخة مزيفة , أو تعديل لنسخة صحيحة لمستند , لكي يُقبل وكأنه أصلي، أو تزييف لنقود، أو تزييف وصولات، وغير ذلك.
القتل: تخطيط وقتل غير شرعي لشخص آخر .
القتل غير المتعمّد : قتل غير مقصود لشخص آخرِ .
الاختطافْ : اختطاف شخص رغماً عنه ، في أغلب الأحيان لغرض الاحتيال غير القانوني.
وبما ان الجريمة في وقتنا الحالي انتشرت بشكل لافت، وتعددت طرقها وأساليبها من عصابة أو مافيا الى أخرى،ومن مجرم لآخر، فإنه كثيراً ما يتم، حيال هذا، استدعاء الخبراء والمختصين المختلفين،وبضمنهم الطبيب العدلي، إلى مسرح الجريمة- بحسب نوع الجريمة.. سنتوقف لاحقاً عند هذا الموضوع كثيراً، وبتفاصيل وافية، في أوانه.
التحقيق الجنائي:
التحقيق الجنائي هو التحري والتدقيق في البحث تلمساً لمعرفة الجاني في جناية إرتُكِبت،أو شُرع في إرتكابها، وكذلك في ظروف إرتكابها.ومن أولى متطلباته الأساسية إستعمال الوسائل المشروعة للتحقيق.
وللتحقيق الجنائي علم يختص بالتدقيق والبحث في الجرائم، يسمى علم البحث الجنائي،أصبح مفهومه واقعاً ملموساً منذ زمن طويل، ولا غنى عنه كعلم تطور تطوراً هائلآ وساعد في كشف النقاب عن أحداث إجرامية غامضة.
المحقق أو الباحث الجنائي:
هو الشخص الذي يتولى، ويتكلف بالتحقيق، والتحري، والبحث، وجمع الدلائل، لكشف غموض الحوادث. ويتحدد دور الباحث الجنائي بالعمل على منع الجريمة قبل وقوعها،أو إكتشافها بعد وقوعها، وضبط مرتكبيها، والأدوات التي إستُعملت فيها.
ومن أهم واجبات المحقق او الباحث الجنائي، في مسرح الجريمة، أنه يعمل على عدم تضييع أي دليل من الأدلة الموجودة،أو العبث بها، أو الأهمال في المحافظة عليها.
التحري :
هو البحث عن حقيقة أمر ما،أو جمع المعلومات المؤدية الى إيضاح الحقيقة بالنسبة لهذا الأمر، ومن المهم بالنسبة للباحث الجنائي أن يتم التحري من قبله بصفة سرية.
ويُعدُ موضوع التحريات الجنائية من الموضوعات الهامة التى تهم العاملين فى مجال التحقيق الجنائى ومعاونيهم من رجال الأدلة الجنائية والعاملين فى مجال البحث القانونى والكشف عن الجريمة .
إدارة البحث الجنائي:
تختص إدارة البحث الجنائي بالبحث والتحري، وجمع الاستدلالات في كافة البلاغات والشكاوى المقيدة ضد مجهول، أو المحفوظة لعدم كفاية الأدلـة. تقصي الجرائم، والبحث عن مرتكبيها، وجمع الاستدلالات التي تلزم للتحقيق والمحاكمة. التحرك في جميع الحوادث، ومرافقة التحقيق لمعاينة مسرح الجريمة. تكوين قاعدة معلومات جنائية شاملة للبحث عن الأشخاص المفقودين والهاربين من تنفيذ الأحكام.
مأمور الضبط الجنائي:
هو ضابط الشرطة الذي يقوم بحماية الطب العدلي، وهو أول من يبلغ عن الحادث جهة القضاء.
وكيل النيابة/النائب العام:
من مهمات وكيل النيابة أنه يجوز له إستدعاء الأطباء الشرعيين، والكيميائيين، والخبراء، الذين يندبون من قبله. وإذا لم يكن وكيل النيابة أقدم أعضاء النيابة،فعليه الحصول على موافقة من هو أعلى منه قبل القيام بهذا الأجراء.
النَدبَ أو الإنتداب:
يعني تكليف الطبيب أو الخبير العدلي من قبل النيابة المختصة بالقيام بمهامه.
مسرح الحادث/ الجريمة:
هو مكان وقوع الحادث/ الجريمة.والحادث قد يكون جنائياً،أو إنتحارياً،أو عرضياً
المضبوطات:
كل ما يوجد له علاقة في مسرح الجريمة، او في ملابس، او في جسم المجني عليه او الجاني.
الآثار المادية:
عبارة عن المواد، أو الأجسام، التي توجد بمكان الحادث،او ذات صلة بالحادث، ويمكن إدراكها وإحساسها بإحدى الحواس. والآثار المادية نوعان: آثار مادية ظاهرة. وآثار مادية خفية.
الدلائل المادية:
هي المواد التي لها علاقة بالحادث، وكذلك التي تساعد على الكشف عن ظروف الحادث. إنها المواد التي إستُعمِلت في خدمة أسلحة الجريمة،أو تلك التي إستُبقيت عليها اَثار الجريمة،أو حتى كانت موضوع الأفعال الإجرامية للمتهم. وكذلك الأموال، والقيم الأخرى المكتسبة عن طريق الإجرام، وكل المواد الأخرى، التي من الممكن إستخدامها كوسائل للكشف عن الجريمة،أو لتوضيح الظروف الحقيقية للقضية..
ان الدلائل المادية تعتبر أحد مصادر الدلائل في المحاكم الجنائية.
القرائن :
القرائن- جمع قرينة بمعنى المصاحبة والمقارنة والملازمة. للقرائن المعاصرة ارتباط وثيق بمسرح الجريمة، وقد تطورت القرائن تبعاً للتطور العلمي الذي يشهده العالم اليوم.والقرينة تقوم على أساس أسلوب الاستشارات الفنية والبحوث والخبرة في مجال الإثبات والبحث الجنائي.
القرائن المادية:
معروف ٌ بأن كل جريمة تترك وراءها من الدلائل والعلامات ما يتوصل به إلى معرفة الفاعل مهما حاول المجرمون طمس معالم الجريمة وإخفاء آثارها. وقد أثبتت التجارب العلمية المخبرية التوصل إلى المجرمين بواسطة القرائن المادية التي تخلفها الجريمة.واتجهت الدراسات الحديثة إلى الاستفادة من الوسائل الحديثة لإثبات الجريمة، وكشف مرتكبيها من خلال الآثار المادية التي يتركها الجاني في مكان الجريمة. وتختلف حالة الآثار باختلاف الجريمة من حيث نوعها وأسلوب تنفيذها ووسائلها المستخدمة في التنفيذ.
اقتفاء الأثر:
مصطلح واسع، يعنى أي أثرٍ بسيط من الآثار الجسدية التي تربط المشتبه به بالجريمة و موقعها. غالبا ما يكون إقتفاء الأثر متوقفًا على نوع الدليل وقوته. و لكن إقتفاء الأثر يعتمد، أحياناً، على الخبرة، وعلى القوانين المعترف بها في البلد.
يقوم الباحث بإقتفاء الأثر يمطابقة الصفات الشخصية المميزة لشخص ما، مثل بصمات الأصابع، والأدوات المستخدمة، وعلامات العنف، وغيرها، مستخدماً نقاط التشابه في الربط بين الأدلة .
التحريز:
كيفية التحفظ على أي مواد مشتبهة بالطرق الحديثة من دون حصول تغيير أي شيء فيها. علماً بانه كثيراً ما يحصل الرجوع الى المواد المحرزة في القضايا المتنازع عليها أمام القضاء.
الخبير:
هو الشخص أو الموظف الحاصل على درجة علمية معترف بها في أحد إختصاصات الطب العدلي، أو أحد فروع معامل أو مختبرات مركز الطب العدلي.ومن أبرز الخبراء الذين يتعامل معه القضاء: الطبيب العدلي المختص، الخبير الكيايوي، خبير الأسلحة النارية، خبير الأدلة الجنائية في مسرح الجريمة،،خبير التزييف والتزويرالخ.
الضحية:
في التحقيق والتحري الجنائي وفي الطب العدلي يهم المحققين والمختصين، أكثر ما يهمهم هو الإنسان الضحية - كما ورد في وثائق الأمم المتحدة، وبخاصة "إعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة" الذي اعتمد ونشر علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 40/ 34 المؤرخ في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1985.
ويقصد بمصطلح "ضحايا الجريمة": الأشخاص الذين أصيبوا، فرديا أو جماعيا، بضرر، بما في ذلك الضرر البدني، أو العقلي، أو المعاناة النفسية، أو الخسارة الاقتصادية، أو الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع بالحقوق الأساسية، عن طريق أفعال أو حالات إهمال، تشكل انتهاكا للقوانين الجنائية النافذة في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها القوانين التي تحرم الإساءة الجنائية لاستعمال السلطة..
إن الهدف الأساس للتحقيق والتحري،مثلما للطب العدلي، بشأن الضحية، هو خدمة العدالة.
نتوقف، ولو بسرعة، عند الآثار التي تترك على الضحية، ومن هذه الآثار:
الجرح:
يُعرفُ الجرح Wound طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من انسجة الجسم نتيجة التعرض لشدة خارجية. ويشمل مفهوم الجرح: السحجات، والجروح، والكدمات،وغيرها.سنتوقف في فصل قادم، وبتفاصيل وافية، عند موضوع الجروح وأنواعها وأهميتها الطبية العدلية الفنية الجنائية.
الحرق:
الحرق Burn هو تلف الأنسجة نتيجة تعرض سطح الجسم الى مصادر حرارية مختلفة،أو الى مواد كيمياوية كاوية،أو الى تيارات كهربائية،أو صواعق برقية.والحروق هي درجات:الدرجة الأولى- البسيطة، وأشدها وأخطرها التفحم.
العاهة المستديمة:
من الوجهة الطبية،العاهة المستديمة هي فقد عضو نافع او جزء من عضو،أو فقد وظيفة هذا العضو. مثال ذلك: إصابة شخص ما في حادث يؤدي الى بتر الطرف العلوي الأيسر، أو بتر القدم، مثلاً. كما أنه قد يصاب شخص ما بإصابة في الرأس تؤدي الى شلل بالطرف العلوي الأيمن(مثلاً).
وفي كلا الحالتين، فقد تخلف الأصابة عاهة مستديمة هي فقد العضو أو فقد وظيفة العضو.
الإختناق :
الإختناق Asphyxia هو حالة قد تكون مميتة ،ناتجة عن نقص حاد في الأوكسجين اللازم لخلايا الجسم، خاصة الجهاز العصبي المركزي(الدماغ) الذي خلاياه حساسة جداً لنقص الأوكسجين. ويحدث الإختناق عندما لا يتوافر الاكسجين لأنسجة الجسم بكمية كافية، فتحرم من حاجتها اليه.فاذا إذا كان إنخفاض نسبة الأوكسجين كبيراً، بحيث تحرم الخلايا من الأوكسجين كلياً، تتوقف الحياة في الخلايا، وتحدث وفاة الشخص.
والإختناق يحصل في حالات عديدة، ومنها:العرق، والخنق، والتسمم-سنتوقف عندها لاحقاً.
الوفاة:
الوفاة، أو الموت، هو توقف الأعمال الحيوية للجسم المتمثلة في التنفس،والقلب والدورة الدموية والجهاز العصبي، فيصبح من غير الممكن إعادة هذه الأجهزة للعمل بشكل تلقائي.
وقد يكون الموت موتاً طبيعياً أو غير طبيعي،جنائياً أو إنتحارياً أو عرضياً. وثمة موت مفاجئ، يحدث في شخص كان يبدو ظاهرياً أنه سليم، ويحدث الموت في مدة قصيرة، ويكون حدوثه غير منتظم، وسبب الوفاة وجود أمراض كامنة ( دفينة) لا تظهر لها أعراض أثناء الوفاة. لذلك يعتبر الموت المفاجئ وفاة مشكوك فيها.
ومن الصطلحات ذات العلاقة أيضاً:
فحص الجثة
يتم فحص الجثة من قبل المحق او الباحث الجنائي والطبيب العدلي.وفحص الجثة يتم ظاهرياً وداخلياً.الفحص الأخير يتم من قبل الطبيب العدلي في المشرحة بعد موافقة الجهات القضائية.
التغيرات الرمية
وهي برودة الجسم، والرسوب الدموي، والتيبس الرمي.وجميعها علامات أكيدة لحدوث الوفاة.
التيبس الرمي:
التيبس الرمي Rigor mortis هو تصلب العضلات الأرادية واللاأرادية.
التشريح:
تشريح جثة الميت Autopsy، بمعنى فتحها بالطرق الأكاديمية ، وفصل أعضاء الجثة ، والتحفظ على بعضها، وأخذ العينات منها.ويتم ذلك بطلب من الجهات القضائية المعنية. ولا يجوز تشريح جثث الأشخاص المشتبه في وفاتهم إلا إذا أذنت النيابة المختصة بذلك.
التشريح الثانوي:
التشريح الثانوي هو إعادة تشريح جثة الميت، في بعض الحالات، غالباً يكون من قبل لجنة، وبقرار من النيابة المختصة،في حالات الطعن في سبب الوفاة،أو توفر أدلة جنائية جديدة مهمة جداً بشأن الجريمة برزت بعد دفن الضحية.
الدفن:
مواراة الجثة تحت التراب- حسب الشرائع.والمهم هنا أن لا يجوز دفن جثث الأشخاص المشتبه في وفاتهم، إلا بعد الحصول على إذن من النيابة المختصة.
ومن المصطلحات المهمة الأخرى:
الأستعراف :
الإستعراف Identification يعني التعرف على شخص ما، من خلال سمات معينة يتميز بها عن غيره. ويتضمن الإستعراف التعرف على: مجموعة عظام،أو جثة أو أجزاء منها،أو على شخص حي مجهول الهوية، كالذي فقد ذاكرته نتيجة حادث،وغير ذلك.
البصمة:
البصمة هي تلك الخطوط والنتوءات البارزة وما يصاحبها من قنوات صغيرة، تشكل معاً أشكالاً خاصة.توجد البصمة في أصابع اليدين، وفي القدمين، وفي راحة اليدين،وفي باطن القدمين.تترك البصمة آثاراً عند ملامستها السطوح المصقولة أو الملساء.
وعدا بصمة الأصابع،وأمثالها، ثمة بصمة بصمات أخرى، ولعل أبرزها وأهمها البصمة الوراثية أو بصمة الـ DNA ، التي سجلت طفرة علمية كبرى في توضيح أسرار الخلية والإنسان، وقدمت خدمة لا مثيل لها في مجالات الطب العدلي وخدمة العدالة.
المني
المني Sperma هو مجموعة الحيوانات المنوية(الحيامن) التي تفرزها الخصيتين لدى الرجل. أما السائل المنوي فتفرزه عدة غدد وأهمها البروستات.من خصائص السائل المنوي الطازج أنه يكون لزجاً هلامي القوام، له رائحة مميزة.وهو قلوي التفاعل، وتعرضه للهواء فترة من الوقت( 15-30 دقيقة) يصبح سائلاً بسبب الخمائر الموجودة فيه. وتكون البقع المنوية القديمة ذات لون أصفر واضح.
المختبر الجنائي:
المختبر أو المعمل الجنائي يختص بالتالي: إجراء الفحوص الكيميائية، والفيزيائية، والبيولوجية ، للتعرف على الجناة، وكشف غموض الجرائم.الكشف على حالات التزوير والتزييف باستخدام أحدث الطرق العلمية. فحص آثار الأسلحة النارية والذخائر. فحص آثار الحريق. الكشف عن السموم والمخدرات، وغيرها
السم:
يعرف السم Poison بأنه المادة الكيميائية، أو الفيزيائية، التي لها القدرة على إلحاق الضرر، أو الموت، في النظام الحيوي للكائن الحي- إنساناً أو حيواناً أو نباتاً.
السمية:
السمية Toxicity تعرف بأنها قدرة السم على إحداث خلل، أو ضرر، أو تلف، في جسم الكائن الحي - إنسانا كان أم حيوانا أم نباتا.
عملية التسمم :
هي إصابة الشخص بالأعراض المرضية التي تسببها السموم. وهذه الأعراض إما أن تظهر فجأة، ويسمى التسمم- في هذه الحالة- تسمماً حاداً Acute poisoning، وإما أن تظهر تدريجياً، ومن دون أعرض شديدة، وذلك عقب استخدام كميات صغيرة من السم لمدة طويلة، في فترات متباعدة، ويسمى التسمم في هذه الحالة تسمماً مزمناً Chronic poisoning، حيث يتم تراكم السم، متحللاً في المواد الدهنية في الجسم، أو بتثبيته في الأنسجة الهضمية، أو في الكليتين.
الجرعة القاتلة:
الجرعة السمية القاتلة Lethal dose هي أقل كمية من السم تكون كافية لقتل الإنسان أو الحيوان أو النبات.وغالبا يرمز لها بالرمز LD50 ، حيث أن LD50 = X mg .والرمز X هو رقم يتغير حسب نوع السم.
الترياق:
يُعرف الترياق Antidote بأنه المادة التي تستعمل للتقليل من آثار السموم الضارة أو لوقف مفعولها.إعطاء هذه المادة يتم من قبل الطبيب المختص بتشخيص ومعالجة حالات التسمم.
علم السموم:
يُعرف علم السموم Toxicology بأنه العلم الذي يبحث في ماهية المواد السامة- كيميائية كانت أم فيزيائية، وفي تأثيرها الضار على الكائن الحي. كما يبحث في أصل السم، وتحليله، وطرحه في الكائن الحي. وكذلك في طرق العلاج، والتقليل من السمية.
التسمم بالغازات:
من أبرز السموم الغازية هو غاز أول أوكسيد الكاربون،الذي يتميز بقابلية الإشتعال، وهو عديم اللون والطعم والرائحة،ولذلك فهو من الغازات الخطيرة على الإنسان.أغبل حالات التسمم به هي عرضية، تأتي بعدها الحالات الإنتحارية("الإنتحار غير المؤلم".أما الجنائية فهي نادرة الحدوث.
علم النفس القضائي :
يدرس العوامل المؤثرة في عملية التحقيق والحكم- العوامل المؤثرة على المدعين، وعلى المتهم، وعلى الشهود، وعلى القاضي ، وعلى الرأي العام .
علم النفس الجنائي:
يبحث في دراسة العوامل النفسية، والبيولوجية، والاجتماعية، والبيئية، للسلوك الجنائي، ونفسية القاضي، والادعاء العام، والمحقق، والمتهم، والمجني عليه، والشاهد، والمحامي.ثم الوسائل النفسية الحديثة في التحقيق واختلالات الغرائز، وخاصة الجنسية، والعقلية، والتخلف النفسي والعقلي، وعلاقتها بالسلوك الجنائي، واثر العلل والأمراض النفسية في المسؤولية الجنائية.
لدراسة طلبة القانون للطب العدلي/ الشرعي أهمية كبيرة في مستقبلهم المهني.. ذلك لأن كل واحد منهم سيحتاج في حياته اللاحقة، بعد التخرج، ككادر حقوقي، الى مساعدة الطب العدلي في عمله اليومي، سواء أكان قاضياً، أو محامياً، أو نائباً عاماً،أو محققاً،أو باحثاً جنائياً، وذلك لأن الطبيب العدلي هو الطبيب المختص الذي يستعان بمعلوماته وخبرته الطبية العدلية لخدمة العدالة عن طريق كشف غموض الجانب الطبي من القضايا المختلفة،التي تُعرض عليه من قبل القضاء.
ولكي تصبح العلاقة واضحة ومفهومة بين الحقوقيين،وفي مقدمتهم المحقق، والباحث الجنائي،والمدعي العام،أو وكيل النيابة العامة، وحتى القاضي، وبين خبراء الطب العدلي، بما فيهم الطبيب العدلي، والخبيرالكيميائي، وخبير البصمة، وخبير الأسلحة النارية، وخبير الآثار المادية ومسرح الجريمة،وغيرهم، سيتعرف طلبتنا في المحاضرات المسجلة في المكتبة الصوتية للأكاديمية على الإنترنيت، وفي الكتاب المساعد هذا الموسوم " الطب العدلي والتحري الجنائي"، على موضوعات عديدة متنوعة،وتفاصيل وافية،ذات علاقة، ومنها:
تعريف الطب العدلي، وطبيعته، ومجالاته، وما يقوم به الطبيب العدلي عمليا. وسنركز على مهمات التحقيق، والتحري، والبحث الجنائي، وإقتفاء الأثر، والاثبات العلمي بالادلة المادية، ودور الخبرة في كشف اَثار الجريمة، والآثار المادية ومسرح الجريمة. وفي هذا المضمار، سنركز على الآثار البيولوجية، والبصمات في مسرح الجريمة، وبخاصة البصمة الوراثية أو بصمة الحامض النووي DNA لأهميتها الكبرى.
وإستكمالاً للموضوع،سنتناول بصمات اَثار أخرى، وبخاصة ما يتعلق منها بتحديد الهوية، والإستعراف. وسنتوقف بتفاصيل وافية عند البقع والتلوثات، والجرائم الجنسية، وأحداث وجرائم أخرى تتطلب التحديد، والتعرف، على الفاعلين.
وعدا هذا،سنتناول الجروح،بأنواعها،ونولي أهمية خاصة لجروح الأسلحة النارية.وسنتناول أيضاً الحروق، والسموم، والإختناق، والوفاة المفاجئة.. ونختتم موضوعات الكتاب المساعد هذا بالوفاة وفحص الجثة وتشريحها..
سنركز، في كل موضوع من موضوعات الكتاب، التي نتعرض لها،على ما يخص القضاء، وتحديداً مهمة المحقق أوالباحث الجنائي، والطبيب العدلي، بما يفيد في التحري والبحث الجنائي،والتشخيص، وصولاً لخدمة العدالة، تاركين التفاصيل العدلية للمختصين في الطب العدلي.
ولابد من تنبيه طلبتنا الأعزاء بان هذا الكتاب هو مساعد، ولا يغنيهم،في كل الأحوال، عن البحث في المراجع المتخصصة- كتباً، ومجلات،وفي شبكة الأنترنيت، خاصة وان بعض فصول الكتاب تحتوي على وظائف للطالب، بالأضافة الى ان الإمتحان عن بعد والإمتحان الشفهي في هذه المادة، تستوجب الإجابة عليها بنجاح.وضمان النجاح والتفوق يقتضيان التعمق في الدراسة والبحث، بعيداً عن الاقتباس الحرفي، مع استخدام َ لغة قانونية عاكسة للشخصية العلمية للطالب.
عسى ان نكون قد توفقنا في تقديم كتاب مساعد يعين طالب القانون في مهمته الدراسية.
د. كاظم المقدادي
الفصل الأول
مصطلحات وتعريفات
مقدماً، لابد من التنبية الى ان للطب العدلي مسميات ومترادفات كثيرة في الأدبيات العربية، مثل: "الطب الشرعي"، و" الطب القضائي"، و" الطب القانوني، و" الطب الجنائي"، و" طب المحاكم"، الخ. في العراق، يستخدم مصطلح " الطب العدلي".
وهذه التسميات موجودة أيضاً في الأدبيات الأجنبية، مثل:
Legal Medicine, Medical Jurisprudence[ ] Forensic Medicine,
نترك تعريف "الطب العدلي" الى الفصل الثاني،ونبدأ بالتذكير بمجموعة من المصطلحات والتعريفات،التي تحتاجون إليها،وقد مر بعضها عليكم في فصول دراستكم للقانون، ولا مانع من التكرار،ففي الإعادة إفادة-كما يقول المثل المأثور، خاصة وأنكم ستحاجون لهذه المصطلحات والتعريفات، ليس فقط في دراستكم الحالية لمادة " الطب العدلي"، وإنما أيضاً في حياتكم المهنية القادمة..
نتوقف هنا عند بعض المصطلحات والتعريفات بصورة سريعة،وسنتوقف عندها مجدداً، و بصورة أوفى، في الفصول الأخرى من الكتاب، في حينها..
نبدأ ببضعة كلمات عن الجرائم:
تعرفون بأن الجرائم تصنف إلى عدد من أنواع الجريمة، ومنها :
الجريمة العمدية: وهي تنفيذ متعمد مع سبق الأصرار والترصد، مثل حريق متعمد , سرقة , أو قتل.
السطو / السرقة : الدخول غير المسموح به لمبنى أو مسكن من أجل السرقة .
الحريق : الإبادة المتعمدة لملكية عامة، أو خاصة بأشخاص اَخرين، باستخدام وسائل الحرق .
الاحتيال / التزييف : طريقة مكرية متعمدة لإنتاج نسخة مزيفة , أو تعديل لنسخة صحيحة لمستند , لكي يُقبل وكأنه أصلي، أو تزييف لنقود، أو تزييف وصولات، وغير ذلك.
القتل: تخطيط وقتل غير شرعي لشخص آخر .
القتل غير المتعمّد : قتل غير مقصود لشخص آخرِ .
الاختطافْ : اختطاف شخص رغماً عنه ، في أغلب الأحيان لغرض الاحتيال غير القانوني.
وبما ان الجريمة في وقتنا الحالي انتشرت بشكل لافت، وتعددت طرقها وأساليبها من عصابة أو مافيا الى أخرى،ومن مجرم لآخر، فإنه كثيراً ما يتم، حيال هذا، استدعاء الخبراء والمختصين المختلفين،وبضمنهم الطبيب العدلي، إلى مسرح الجريمة- بحسب نوع الجريمة.. سنتوقف لاحقاً عند هذا الموضوع كثيراً، وبتفاصيل وافية، في أوانه.
التحقيق الجنائي:
التحقيق الجنائي هو التحري والتدقيق في البحث تلمساً لمعرفة الجاني في جناية إرتُكِبت،أو شُرع في إرتكابها، وكذلك في ظروف إرتكابها.ومن أولى متطلباته الأساسية إستعمال الوسائل المشروعة للتحقيق.
وللتحقيق الجنائي علم يختص بالتدقيق والبحث في الجرائم، يسمى علم البحث الجنائي،أصبح مفهومه واقعاً ملموساً منذ زمن طويل، ولا غنى عنه كعلم تطور تطوراً هائلآ وساعد في كشف النقاب عن أحداث إجرامية غامضة.
المحقق أو الباحث الجنائي:
هو الشخص الذي يتولى، ويتكلف بالتحقيق، والتحري، والبحث، وجمع الدلائل، لكشف غموض الحوادث. ويتحدد دور الباحث الجنائي بالعمل على منع الجريمة قبل وقوعها،أو إكتشافها بعد وقوعها، وضبط مرتكبيها، والأدوات التي إستُعملت فيها.
ومن أهم واجبات المحقق او الباحث الجنائي، في مسرح الجريمة، أنه يعمل على عدم تضييع أي دليل من الأدلة الموجودة،أو العبث بها، أو الأهمال في المحافظة عليها.
التحري :
هو البحث عن حقيقة أمر ما،أو جمع المعلومات المؤدية الى إيضاح الحقيقة بالنسبة لهذا الأمر، ومن المهم بالنسبة للباحث الجنائي أن يتم التحري من قبله بصفة سرية.
ويُعدُ موضوع التحريات الجنائية من الموضوعات الهامة التى تهم العاملين فى مجال التحقيق الجنائى ومعاونيهم من رجال الأدلة الجنائية والعاملين فى مجال البحث القانونى والكشف عن الجريمة .
إدارة البحث الجنائي:
تختص إدارة البحث الجنائي بالبحث والتحري، وجمع الاستدلالات في كافة البلاغات والشكاوى المقيدة ضد مجهول، أو المحفوظة لعدم كفاية الأدلـة. تقصي الجرائم، والبحث عن مرتكبيها، وجمع الاستدلالات التي تلزم للتحقيق والمحاكمة. التحرك في جميع الحوادث، ومرافقة التحقيق لمعاينة مسرح الجريمة. تكوين قاعدة معلومات جنائية شاملة للبحث عن الأشخاص المفقودين والهاربين من تنفيذ الأحكام.
مأمور الضبط الجنائي:
هو ضابط الشرطة الذي يقوم بحماية الطب العدلي، وهو أول من يبلغ عن الحادث جهة القضاء.
وكيل النيابة/النائب العام:
من مهمات وكيل النيابة أنه يجوز له إستدعاء الأطباء الشرعيين، والكيميائيين، والخبراء، الذين يندبون من قبله. وإذا لم يكن وكيل النيابة أقدم أعضاء النيابة،فعليه الحصول على موافقة من هو أعلى منه قبل القيام بهذا الأجراء.
النَدبَ أو الإنتداب:
يعني تكليف الطبيب أو الخبير العدلي من قبل النيابة المختصة بالقيام بمهامه.
مسرح الحادث/ الجريمة:
هو مكان وقوع الحادث/ الجريمة.والحادث قد يكون جنائياً،أو إنتحارياً،أو عرضياً
المضبوطات:
كل ما يوجد له علاقة في مسرح الجريمة، او في ملابس، او في جسم المجني عليه او الجاني.
الآثار المادية:
عبارة عن المواد، أو الأجسام، التي توجد بمكان الحادث،او ذات صلة بالحادث، ويمكن إدراكها وإحساسها بإحدى الحواس. والآثار المادية نوعان: آثار مادية ظاهرة. وآثار مادية خفية.
الدلائل المادية:
هي المواد التي لها علاقة بالحادث، وكذلك التي تساعد على الكشف عن ظروف الحادث. إنها المواد التي إستُعمِلت في خدمة أسلحة الجريمة،أو تلك التي إستُبقيت عليها اَثار الجريمة،أو حتى كانت موضوع الأفعال الإجرامية للمتهم. وكذلك الأموال، والقيم الأخرى المكتسبة عن طريق الإجرام، وكل المواد الأخرى، التي من الممكن إستخدامها كوسائل للكشف عن الجريمة،أو لتوضيح الظروف الحقيقية للقضية..
ان الدلائل المادية تعتبر أحد مصادر الدلائل في المحاكم الجنائية.
القرائن :
القرائن- جمع قرينة بمعنى المصاحبة والمقارنة والملازمة. للقرائن المعاصرة ارتباط وثيق بمسرح الجريمة، وقد تطورت القرائن تبعاً للتطور العلمي الذي يشهده العالم اليوم.والقرينة تقوم على أساس أسلوب الاستشارات الفنية والبحوث والخبرة في مجال الإثبات والبحث الجنائي.
القرائن المادية:
معروف ٌ بأن كل جريمة تترك وراءها من الدلائل والعلامات ما يتوصل به إلى معرفة الفاعل مهما حاول المجرمون طمس معالم الجريمة وإخفاء آثارها. وقد أثبتت التجارب العلمية المخبرية التوصل إلى المجرمين بواسطة القرائن المادية التي تخلفها الجريمة.واتجهت الدراسات الحديثة إلى الاستفادة من الوسائل الحديثة لإثبات الجريمة، وكشف مرتكبيها من خلال الآثار المادية التي يتركها الجاني في مكان الجريمة. وتختلف حالة الآثار باختلاف الجريمة من حيث نوعها وأسلوب تنفيذها ووسائلها المستخدمة في التنفيذ.
اقتفاء الأثر:
مصطلح واسع، يعنى أي أثرٍ بسيط من الآثار الجسدية التي تربط المشتبه به بالجريمة و موقعها. غالبا ما يكون إقتفاء الأثر متوقفًا على نوع الدليل وقوته. و لكن إقتفاء الأثر يعتمد، أحياناً، على الخبرة، وعلى القوانين المعترف بها في البلد.
يقوم الباحث بإقتفاء الأثر يمطابقة الصفات الشخصية المميزة لشخص ما، مثل بصمات الأصابع، والأدوات المستخدمة، وعلامات العنف، وغيرها، مستخدماً نقاط التشابه في الربط بين الأدلة .
التحريز:
كيفية التحفظ على أي مواد مشتبهة بالطرق الحديثة من دون حصول تغيير أي شيء فيها. علماً بانه كثيراً ما يحصل الرجوع الى المواد المحرزة في القضايا المتنازع عليها أمام القضاء.
الخبير:
هو الشخص أو الموظف الحاصل على درجة علمية معترف بها في أحد إختصاصات الطب العدلي، أو أحد فروع معامل أو مختبرات مركز الطب العدلي.ومن أبرز الخبراء الذين يتعامل معه القضاء: الطبيب العدلي المختص، الخبير الكيايوي، خبير الأسلحة النارية، خبير الأدلة الجنائية في مسرح الجريمة،،خبير التزييف والتزويرالخ.
الضحية:
في التحقيق والتحري الجنائي وفي الطب العدلي يهم المحققين والمختصين، أكثر ما يهمهم هو الإنسان الضحية - كما ورد في وثائق الأمم المتحدة، وبخاصة "إعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة" الذي اعتمد ونشر علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 40/ 34 المؤرخ في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1985.
ويقصد بمصطلح "ضحايا الجريمة": الأشخاص الذين أصيبوا، فرديا أو جماعيا، بضرر، بما في ذلك الضرر البدني، أو العقلي، أو المعاناة النفسية، أو الخسارة الاقتصادية، أو الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع بالحقوق الأساسية، عن طريق أفعال أو حالات إهمال، تشكل انتهاكا للقوانين الجنائية النافذة في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها القوانين التي تحرم الإساءة الجنائية لاستعمال السلطة..
إن الهدف الأساس للتحقيق والتحري،مثلما للطب العدلي، بشأن الضحية، هو خدمة العدالة.
نتوقف، ولو بسرعة، عند الآثار التي تترك على الضحية، ومن هذه الآثار:
الجرح:
يُعرفُ الجرح Wound طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من انسجة الجسم نتيجة التعرض لشدة خارجية. ويشمل مفهوم الجرح: السحجات، والجروح، والكدمات،وغيرها.سنتوقف في فصل قادم، وبتفاصيل وافية، عند موضوع الجروح وأنواعها وأهميتها الطبية العدلية الفنية الجنائية.
الحرق:
الحرق Burn هو تلف الأنسجة نتيجة تعرض سطح الجسم الى مصادر حرارية مختلفة،أو الى مواد كيمياوية كاوية،أو الى تيارات كهربائية،أو صواعق برقية.والحروق هي درجات:الدرجة الأولى- البسيطة، وأشدها وأخطرها التفحم.
العاهة المستديمة:
من الوجهة الطبية،العاهة المستديمة هي فقد عضو نافع او جزء من عضو،أو فقد وظيفة هذا العضو. مثال ذلك: إصابة شخص ما في حادث يؤدي الى بتر الطرف العلوي الأيسر، أو بتر القدم، مثلاً. كما أنه قد يصاب شخص ما بإصابة في الرأس تؤدي الى شلل بالطرف العلوي الأيمن(مثلاً).
وفي كلا الحالتين، فقد تخلف الأصابة عاهة مستديمة هي فقد العضو أو فقد وظيفة العضو.
الإختناق :
الإختناق Asphyxia هو حالة قد تكون مميتة ،ناتجة عن نقص حاد في الأوكسجين اللازم لخلايا الجسم، خاصة الجهاز العصبي المركزي(الدماغ) الذي خلاياه حساسة جداً لنقص الأوكسجين. ويحدث الإختناق عندما لا يتوافر الاكسجين لأنسجة الجسم بكمية كافية، فتحرم من حاجتها اليه.فاذا إذا كان إنخفاض نسبة الأوكسجين كبيراً، بحيث تحرم الخلايا من الأوكسجين كلياً، تتوقف الحياة في الخلايا، وتحدث وفاة الشخص.
والإختناق يحصل في حالات عديدة، ومنها:العرق، والخنق، والتسمم-سنتوقف عندها لاحقاً.
الوفاة:
الوفاة، أو الموت، هو توقف الأعمال الحيوية للجسم المتمثلة في التنفس،والقلب والدورة الدموية والجهاز العصبي، فيصبح من غير الممكن إعادة هذه الأجهزة للعمل بشكل تلقائي.
وقد يكون الموت موتاً طبيعياً أو غير طبيعي،جنائياً أو إنتحارياً أو عرضياً. وثمة موت مفاجئ، يحدث في شخص كان يبدو ظاهرياً أنه سليم، ويحدث الموت في مدة قصيرة، ويكون حدوثه غير منتظم، وسبب الوفاة وجود أمراض كامنة ( دفينة) لا تظهر لها أعراض أثناء الوفاة. لذلك يعتبر الموت المفاجئ وفاة مشكوك فيها.
ومن الصطلحات ذات العلاقة أيضاً:
فحص الجثة
يتم فحص الجثة من قبل المحق او الباحث الجنائي والطبيب العدلي.وفحص الجثة يتم ظاهرياً وداخلياً.الفحص الأخير يتم من قبل الطبيب العدلي في المشرحة بعد موافقة الجهات القضائية.
التغيرات الرمية
وهي برودة الجسم، والرسوب الدموي، والتيبس الرمي.وجميعها علامات أكيدة لحدوث الوفاة.
التيبس الرمي:
التيبس الرمي Rigor mortis هو تصلب العضلات الأرادية واللاأرادية.
التشريح:
تشريح جثة الميت Autopsy، بمعنى فتحها بالطرق الأكاديمية ، وفصل أعضاء الجثة ، والتحفظ على بعضها، وأخذ العينات منها.ويتم ذلك بطلب من الجهات القضائية المعنية. ولا يجوز تشريح جثث الأشخاص المشتبه في وفاتهم إلا إذا أذنت النيابة المختصة بذلك.
التشريح الثانوي:
التشريح الثانوي هو إعادة تشريح جثة الميت، في بعض الحالات، غالباً يكون من قبل لجنة، وبقرار من النيابة المختصة،في حالات الطعن في سبب الوفاة،أو توفر أدلة جنائية جديدة مهمة جداً بشأن الجريمة برزت بعد دفن الضحية.
الدفن:
مواراة الجثة تحت التراب- حسب الشرائع.والمهم هنا أن لا يجوز دفن جثث الأشخاص المشتبه في وفاتهم، إلا بعد الحصول على إذن من النيابة المختصة.
ومن المصطلحات المهمة الأخرى:
الأستعراف :
الإستعراف Identification يعني التعرف على شخص ما، من خلال سمات معينة يتميز بها عن غيره. ويتضمن الإستعراف التعرف على: مجموعة عظام،أو جثة أو أجزاء منها،أو على شخص حي مجهول الهوية، كالذي فقد ذاكرته نتيجة حادث،وغير ذلك.
البصمة:
البصمة هي تلك الخطوط والنتوءات البارزة وما يصاحبها من قنوات صغيرة، تشكل معاً أشكالاً خاصة.توجد البصمة في أصابع اليدين، وفي القدمين، وفي راحة اليدين،وفي باطن القدمين.تترك البصمة آثاراً عند ملامستها السطوح المصقولة أو الملساء.
وعدا بصمة الأصابع،وأمثالها، ثمة بصمة بصمات أخرى، ولعل أبرزها وأهمها البصمة الوراثية أو بصمة الـ DNA ، التي سجلت طفرة علمية كبرى في توضيح أسرار الخلية والإنسان، وقدمت خدمة لا مثيل لها في مجالات الطب العدلي وخدمة العدالة.
المني
المني Sperma هو مجموعة الحيوانات المنوية(الحيامن) التي تفرزها الخصيتين لدى الرجل. أما السائل المنوي فتفرزه عدة غدد وأهمها البروستات.من خصائص السائل المنوي الطازج أنه يكون لزجاً هلامي القوام، له رائحة مميزة.وهو قلوي التفاعل، وتعرضه للهواء فترة من الوقت( 15-30 دقيقة) يصبح سائلاً بسبب الخمائر الموجودة فيه. وتكون البقع المنوية القديمة ذات لون أصفر واضح.
المختبر الجنائي:
المختبر أو المعمل الجنائي يختص بالتالي: إجراء الفحوص الكيميائية، والفيزيائية، والبيولوجية ، للتعرف على الجناة، وكشف غموض الجرائم.الكشف على حالات التزوير والتزييف باستخدام أحدث الطرق العلمية. فحص آثار الأسلحة النارية والذخائر. فحص آثار الحريق. الكشف عن السموم والمخدرات، وغيرها
السم:
يعرف السم Poison بأنه المادة الكيميائية، أو الفيزيائية، التي لها القدرة على إلحاق الضرر، أو الموت، في النظام الحيوي للكائن الحي- إنساناً أو حيواناً أو نباتاً.
السمية:
السمية Toxicity تعرف بأنها قدرة السم على إحداث خلل، أو ضرر، أو تلف، في جسم الكائن الحي - إنسانا كان أم حيوانا أم نباتا.
عملية التسمم :
هي إصابة الشخص بالأعراض المرضية التي تسببها السموم. وهذه الأعراض إما أن تظهر فجأة، ويسمى التسمم- في هذه الحالة- تسمماً حاداً Acute poisoning، وإما أن تظهر تدريجياً، ومن دون أعرض شديدة، وذلك عقب استخدام كميات صغيرة من السم لمدة طويلة، في فترات متباعدة، ويسمى التسمم في هذه الحالة تسمماً مزمناً Chronic poisoning، حيث يتم تراكم السم، متحللاً في المواد الدهنية في الجسم، أو بتثبيته في الأنسجة الهضمية، أو في الكليتين.
الجرعة القاتلة:
الجرعة السمية القاتلة Lethal dose هي أقل كمية من السم تكون كافية لقتل الإنسان أو الحيوان أو النبات.وغالبا يرمز لها بالرمز LD50 ، حيث أن LD50 = X mg .والرمز X هو رقم يتغير حسب نوع السم.
الترياق:
يُعرف الترياق Antidote بأنه المادة التي تستعمل للتقليل من آثار السموم الضارة أو لوقف مفعولها.إعطاء هذه المادة يتم من قبل الطبيب المختص بتشخيص ومعالجة حالات التسمم.
علم السموم:
يُعرف علم السموم Toxicology بأنه العلم الذي يبحث في ماهية المواد السامة- كيميائية كانت أم فيزيائية، وفي تأثيرها الضار على الكائن الحي. كما يبحث في أصل السم، وتحليله، وطرحه في الكائن الحي. وكذلك في طرق العلاج، والتقليل من السمية.
التسمم بالغازات:
من أبرز السموم الغازية هو غاز أول أوكسيد الكاربون،الذي يتميز بقابلية الإشتعال، وهو عديم اللون والطعم والرائحة،ولذلك فهو من الغازات الخطيرة على الإنسان.أغبل حالات التسمم به هي عرضية، تأتي بعدها الحالات الإنتحارية("الإنتحار غير المؤلم".أما الجنائية فهي نادرة الحدوث.
علم النفس القضائي :
يدرس العوامل المؤثرة في عملية التحقيق والحكم- العوامل المؤثرة على المدعين، وعلى المتهم، وعلى الشهود، وعلى القاضي ، وعلى الرأي العام .
علم النفس الجنائي:
يبحث في دراسة العوامل النفسية، والبيولوجية، والاجتماعية، والبيئية، للسلوك الجنائي، ونفسية القاضي، والادعاء العام، والمحقق، والمتهم، والمجني عليه، والشاهد، والمحامي.ثم الوسائل النفسية الحديثة في التحقيق واختلالات الغرائز، وخاصة الجنسية، والعقلية، والتخلف النفسي والعقلي، وعلاقتها بالسلوك الجنائي، واثر العلل والأمراض النفسية في المسؤولية الجنائية.