radmel

عضو جديد
إنضم
30 يناير 2013
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السياسة الجنائية
°°ارتباط السياسة الجنائية بسيادة الدولة : السياسة الجنائية تعد احدى مظاهر سيادة الدولة اذ بواسطتها تحافظ الدولة على امن الافراد و الجماعات والممتلكات و بالتالي المحافظة على كيان المجتمع من افة الجريمة عن طريق التجريم و العقاب ,
°°مفهوم السياسة الجنائية : هي مجموعة الوسائل التي يمكن اتخاذها في وقت معين و في بلد معين من اجل مكافحة الاجرام .
°°موضوع السياسة الجنائية : السياسة الجنائية منصرفة الى موضوعين اساسيين
1 ـ المصالح التي ينبغي حمايتها عن طريق التجريم و العقاب او ما يعرف بالمصالح الحيوية التي يقوم عليها كيان المجتمع
2 ـ كيفية تحقيق تلك الحماية : فكل مادة من مواد قانون العقوبات تحوي الموضوعين معا فهي تنص اولا عن الفعل الذي يرتكبه المجرم ضد واحدة او اكثر من المصالح ثم تنص بعد ذلك عن الوسيلة او الاسلوب المتبع مع هذا المعتدي .
°°خصائص السياسة الجنائية : تتميز بالخصائص التالية 1 ـ انها غائية , 2 ـ انها نسبية , 3 ـانها سياسية , 4 ـ انها متطورة .
+"السياسة الجنائية و علم الاجرام " : قد يقع خلط بين السياسة الجنائية من جهة وعلم الاجرام من جهة اخرى اذ ذهب فريق الى القول بان السياسة الجنائية هي جزء من علم الاجرام و هو خلط بين علمين يتميز كل منهما بموضوعه الخاص فعلم الاجرام يدرس العوامل الاجرامية بينما موضوع السياسة الجنائية مكافحة الاجرام بالوسائل الملائمة و عليه اذا كان لكل علم موضوعه الخاص استحال القول ان احدهما جزء من الاخر بل هما علمين متكاملين اذ لابد ان ترتكز السياسة الجنائية لتحقيق هدفها على الابحاث و الدراسات العلمية لظاهرة الاجرام و هذا ما يوفره علم الاجرام مثلا السياسة الجنائية تعتمد على علم الاجرام بهدف تفريد المعاملة العقابية مثال اخر للتكامل بين العلمين ان يجد علم الاجرام ان من العوامل الاجرامية الظروف الحسنة داخل السجن فتاتي السياسة الجنائية لتقترح عقوبات اخرى او تعدل من الظروف داخله حتى تؤدي دور العقوبة .
+" السياسة الجنائية و سياسة الدولة الوقائية : تمثل الجريمة منذ نشوء البشرية مشكلة خطيرة دون ان توفر لها العقوبة الا حل جزئي مؤقت لأنهاظاهرة طبيعية انسانية ناشئة عن عوامل معينة لا يمكن ازالتها و انما يمكن تقليصها بمعالجة الاسباب المولدة لها تتولى تحقيقها سياسة شاملة للوقاية من الاجرام تنطوي على الرعاية المتكاملة للأفراد و تامين الضبط الاجتماعي لغرض الحيلولة دون نشوء الميول الاجرامي و تبعا لمدى سلامة و تكامل هذه السياسة و حسن تنفيذها تنخفض معدلات الاجرام فالاسياسة الجنائية تلزم السلطة القيام ببعض الوسائل الوقائية قبل الوصول الى التجريم , سياسة الوقاية من الاجرام واسعة النطاق تشمل جميع نواحي الحياة و تقع مسؤولية تنفيذها على كل المجتمع من اجهزة الدولة و الافراد .
اولا : توفير الرعاية المتكاملة للافراد :و لها خمس مقومات : 1 ـ المعاشية , 2 ـ الصحية , 3 ـ الرعاية التربوية 4 ـ التعليمية , 5 ـ الترويحية . ثانيا : تامين الضبط الاجتماعي :يكتمل بتوفير مقوماته الاربعة و هي : 1 ـ عدالة و سيادة القانون 2 ـ استقرار نظام الحكم 3 ـ سلامة اجهزة الدولة 4 ـ الوعي الوقائي ضد الجريمة .
°° اصل التجريم : ظاهرة التجريم ( اعتبار بعض الافعال او الامتناع عن اداء بعض الافعال حرام او شر او غير مشروع )ظاهرة عامة في كل مجتمع بشري ذلك لان للانسانبالاضافة الى غرائزه الفردية غريزة اجتماعية ترمي الى رعاية الحياة الاجتماعية و المحافظة عليها فيتولد الصراع بين النزعتين فاصبح من الحتم التوفيق بينهما لتمكينه من المحافظة على نفسه و مجتمعه معا , و طبعا لا يتسنى له ذلك الا بتجريم بعض الامور على نفسه و هكذا تبدو فكرة التجريم فكرة معاصرة للانسانية و ملازمة لها لا مبناها هو الصراع بين نزعات متعارضة .
°° مفهوم التجريم : وهواضفاء الحماية الجزائية على مصلحة معينة تعد من المصالح الاجتماعية التي تعبرعن مطالب الجماعة
°° معيار التجريم : و تنطوي على 1 ـ مصالح عامة و 2 ـ مصالح فردية .
== الجرائم التقليدية : نسجل الثبات في تجريم طائفة من الافعال لانها تشكل عدوان على مصالح اجتماعية جديرة بالحماية القانونية تسمى بالجرائم التقليدية كالسرقة , القتل ...الخ اي كلاسيكية .
== الجرائم المتباينة :هناك طائفة من الافعال متباين في تجريمها تبعا لاختلاف المجتمعات و الازمنة اذ ما يجرم في مجتمع خلال زمن معين قد يصبح مباح بنفس المجتمع في زمن اخر وقد يكون مباح في مجتمع اخر تسمى بالجرائم المتباينة او المستحدثة يخلقها القانون ليضمن حماية الانظمة السياسية والاقتصادية نلاحظ تزايدها في المجتمعات النامية و الدول العربية
°°محاور سياسة التجريم : و تدور هذه الفلسفات حول ثلاث محاور :
1 ـ المثالية الاجتماعية : ان الاتجاه المثالي الاجتماعي يقيم التجريم على اسس مطلقة دينية او اخلاقية حيث تؤدي المثالية الاجتماعيى الى تجريم الكثير من الافعال التي تعد من قبيل الاخلال بالواجبات الدينية و الاخلاقية و قد خرج عن هذه المثالية القانون الانجليزي و اتجه الى المادية الاجتماعية بعدم معاقبته مثلا عن جريمة الزنا و ان اعتبره فعل غير اخلاقي لا يصل الى جسامة الجريمة و تمسك بهذه المثالية القانون الالماني في عهد المانيا النازية حيث استحدث مشروع قانون العقوبات الالماني جرائم تسفر عن مثالية دينية و اخلاقية كجريمة التعرض للحقوق الدينية و جريمة ترك الحامل بدون نفقة , اما سياسة التجريم في الدول العربية فان المملكة العربية السعودية ملتزمة تماما بالمثالية الاجتماعية طبقا لاحكام الشريعة الاسلامية اما بقية الدول العربية التزمت نسبيا بالاتجاه الاجتماعي المثالي ذلك ان سياسة التجريم في اغلب الدول العربية لا تزال لا تقضي بجريمة تناول المسكرات . 2 ـ محور الحرية السياسة : تتاثر سياسة التجريم من الناحية السياسية باتجاه الفلسفة السياسية لنظام الحكم القائم فيها فاذا كان النظام ديمقراطي فان ذلك يضمن الحفاظ على الحقوق و الحريات الفردية . اما اذا كان اتجاه الفلسفة السياسية لنظام حكم تسلطي او دكتاتوري يتسع نطاق تجريم الافعال التي تعتبر مخلة بأمن الدولة و في العصور القديمة و الوسطى تأثرت سياسة التجريم بفلسفة السياسة التسلطية لأنظمة الحكم فتوسعت في نطاقه تجريم الافعال الموجهة ضد الحكام وحددت لها اقصى العقوبات . 3 ـ الحرية الاقتصادية : تتوقف مدى الحرية الاقتصادية في كل دولة على مدى تدخلها في الشؤون الاقتصادية و هو تباين تبعا لاخذهاباحدى الفلسفتين فلسفة الاقتصاد الحر و فلسفة الاقتصاد الموجه فمن فلسفة الاقتصاد الحر يستمد النظام الراس مالي اساسه فيتوسع النشاط الاقتصادي مما يتضائل معه و في نطاقه التجريم الاقتصادي في حين ان النظام الاشتراكي الذي نشا في احضان فلسفة الاقتصاد الموجه الذي يقضي بتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي و الاخذ بهذا النظام يؤدي الى زيادة الجرائم الاقتصادية و معضمها جرائم تنظيمية اي الاخلال بما تضعه الدولة من نظم و خطط اقتصادية . °°سياسة التجريم من حيث الشكل : اي الناحية الشكلية في السياسة الجنائية و المقصود بها ضرورة ترجمة نصوص التجريم في قالب محدد اي في نموذج تشريعي معين و تطبيقار لمبدا لا جريمة و لا عقوبة ولا تدابير امن الا بنص فان كل التشريعات اقرت حتمية الشكلية في السياسة الجنائية .
علم الاجرام :

>>مفهوم علم الاجرام : هو ذلك العلم الذي بدراسة ظاهرة الجريمة في المجتمع و تالاسباب المؤدية لها . >>موضوع علم الاجرام : يقوم علم الاجرام في مفهومه الاساسي على دراسة ظاهرة الجريمة في المجتمع و الاسباب المؤدية لها و لقد اثار البحث حولها جدل كبير عند
المفكرين كونها ظاهرة معقدة يصعب ارجاعها الى عامل محدد . >>نشاة علم الاجرام وتطوره : ظهرت نواة علم الاجرام في الاتجاه الفلسفي عند فلاسفة اليونان ايبو قراط , سقراط , افلاطون , ارسطو , مثلا الذين فسرو الجريمة على انها نتاج نفسية مضطربة ترجع الى عيوب خلقية جسمية او الى انحرافات عقلية عند الانسان و بقي هذا الاتجاه سائدا الى ان تعدد في اتجاهات اخرى تعلقت في مجملها بالملامح التكوينية و التفسير الغيبي و كان راس هذا الاتجاه ديلابورتا و الطابع العلمي لعلم الاجرام بدا يتحدد مع ظهور اراء العالم الفرنسي فيري الذي اعتمد على الاسلوب الاحصائي في تحليل الظاهرة الاجرامية و بين مدى تاثرها بالعوامل المختلفة التي تحيط به كالمناخ و سن المجرم و البيئة الاجتماعية . اما النصف الثاني من القرن 19 اتجهت ابحاث العلماء الى دراسة شخصية المجرم و كان من ابرزهم الطبيب الايطالي سيزار لومبروزو الذي اصدر كتاب الانسان المجرم و ضمنه تفسيرات عن سيمات المجرمين و الظاهرة الاجرامية ثم اظاف تلميذ لومبروزو قاروفالو اضاف الى عوامل التكوين الجسمي و النفسي عوامل و ظروف اجتماعية تتفاعل معها و تدفع الى الجريمة و استكملت هذه الخطوات بظهور المدرسة الايطالية الحديثة التي تزعمها انريكو فيري الذي ابرز اهمية البيئة الاجتماعية في الاجرام . هكذا يتبين لنا ان بذور علم الاجرام قديمة في نشاتها و لكن بروزه كعلم له اسس و معالم لم تظهر الا في تاريخ حديث نسبيا و مازالت الدراسات جارية لاستكمال موضوعاته بغية الوصول الى معرفة الاسباب المؤدية الى الجريمة
++فروع علم الاجرام :
1 ـ علم الانتربولوجيا الجنائي : مضمون هذا العلم هو دراسة المظاهر العضوية و النفسية للمجرمين سواء ما تعلق بالخصائص البدنية الظاهرة او باجهزة جسمهم الداخلية .
2 ـ علم النفس الجنائي : يهتم بدراسة الاحوال النفسية للمجرمين كمستوى ذكائهم وغرائزهم و انفعالاتهم و مدى تاثيرها على انواع السوك الاجرامي .
3 ـ علم الاجتماع الجنائي : و هو يعني بتحديد ابلعلاقة بين الظروف الاجتماعية المختلفة و ظاهرة الاجرام فيحاول ان يبين الى اي حد تساهم هذه الظروف في الدفع الى الجريمة
== صلة علم الاجرام بالعلوم المساعدة :
ّ+ علاقته بالسياسة الجنائية : السياسة الجنائية هي ذلك العلم الذي يتضمن دراسة وتقدير المصالح الاجتماعية الجديرة بالحماية الجنائية فتتناول تقييم مدى ملائمة التجريم في النظام القانوني القائم في الدولة و تخلص الى اقتراح ما تراه اكثر ملائمة و تحديد الوسائل التي يجب الاستعانة بها لمحاربة الجريمة اما علم الاجرام فهو من العلوم التفسيرية السببية يبحث في تفسير ظاهرة الجريمة بدراسة الفعل الاجرامي كواقعة انسانية و بدراسة شخصية الفاعل من مختلف الجوانبتنصب على مجموعة من المجرمين . لا يمنع الاختلاف بينهما التعاون بينهما .
+صلته بعلم العقاب : اذا كان علم الاجرام يهتم بدراسة العوامل الاجرامية و علم العقاب يهتم بالجزاء الجنائي من حيث اهدافه و انواعه و اساليب تنفيذه فهذا لا يعني انهما علمان منفصلان او مستقلان ذلك لان وطادة العلاقة بينهما حتى قرب القول ان علم العقاب فرع من علم الاجرام و علم العقاب هو غاية علم الاجرام فعلم العقاب ينطلق من حيث توقف علم الاجرام للبحث في سبل ازالة تلك الاسباب و العوامل الى التشخيص الصحيح للظاهرة الاجرامية من طرف علم الاجرام و اقتراح حلول ناجعة من طرف علم العقاب فلا غنن لاي منهما عن الاخر في مجال مكافحة الجريمة .
+ علاقته بقانون الاجراءات الجزائية : يهتم بوضع الضوابط المختلفة لاساليب البحث عن الجرائم و مرتكبيها و كيفية التحقيق معهم و جمع الادلة ضدهم و تقديمهم الى المحاكمة فقانون الاجراءات الجزائية وضع نصوص قانون العقوبات موضع التطبيق و الحاجة اليه تبدا من لحظة وقوع الجريمة لذا قيل بان قانون ا ج صفة تبعية و يتاثر قانون الاجراءات الجزائية بنتائج دراسات علم الاجرام فهذه النتائج تساعد القاضي على تكوين ملف خاص لشخصية المتهم حتى يتسنى له اختيار الجزاء المناسب كما يعامل سلطات التنفيذ على اختيار انسب الاساليب لتنفيذ الجزاء الجنائي فعلم الاجرام يؤدي دور المساعد ل ق ا ج كما ان ق ا ج هخو المؤهل بالكشف عن المجرم و الجريمة
+ علاقته بقانون العقوبات : يتمتع علم الاجرام باستقلاليته عن ق ع سواء من حيث موضوعه او منهجه فموضوع علم الاجرام هو تفسير الظاهرة الاجرامية و منهجه تجريبي يقوم على الملاحظة و التجربة اما موضوع قانون العقوبات فهو دراسة القواعد القانونية التي تحدد الافعال التي تعد جرائم و تبين العقوبات المقررة لها رغم هذه الاستقلالية الا ان العلاقة بينهما تبقى قائمة و ذلك من خلال التكامل الموجود بينهما فالنتائج التي يستخلصها الباحثون في علم الاجرام يكون لها يكون لها تاثير على ق ع
==اساليب البحث في علم الاجرام : بما ان السلوك الاجرامي ظاهرة اجتماعية فان البحث في اسبابه و دوافعه يجب ان يعتمد على المنهج التجريبي القائم على الملاحظة , دراسة الحالات الجماعية , دراسة الحالات الفردية , الاحصاء , الاستبيان , المقابلة
* الملاحظة : على تمثل الملاحظة اولى مراحل المنهج العلمي فهي تسبق التجربة و الاستنتاج و تقوم على رصد ظاهرة من الظواهر بهدف استخلاص القاعدة العامة التي تحكم باقي الظواهر الشابهة لها و يتم استخدام الملاحظة في مجال الدراسات الاجرامية لمراقبة المجرم و من خلال هذه الملاحظة يمكن استخلاص بعض القواعد في تفسير السلوك الاجرامي على ان اهم الضمانات التي يجب توافرها في الملاحظة كاسلوب الخبرة و موضوعية القائم بها فالخبرة تضéمن سلامة التقدير و الاستنتاج اما الموضوعية فهي ان لا يحتكم الباحث لنزعاته الشخصية و ان يجتنب الاحكام المسبقة بشان المجرم موضéوع الملاحظة
*دراسة الحلات الفردية : يقصد بها دراسة كل مجرم على حدة في شتى جوانب حياته فتتناول ماضيه و اسرته ووسطه و الاحوال و الظروف التي مر بها كما يمكن ان تمد الى الفحص العضوي و النفسي لاستظهار السبب الرئيسي في اجرامه و هذه الدراسة عادة ما تنصب على المجرمين الذين ارتكبو جرائم خطيرة على الرغم من كون نتائج هذه الدراسة لا يصح تعميمها مطلقا الا انها ترسم بعض الافتراضات العلمية التي قد تتحول بعد التحقق من مدى صحتها الى قوانين علمية اذ قد بدا الكثير من الباحثين الذين توصلو الى وضع نظريات في علم الاجرام دراستهم من حالة فردية مثل لومبروزو . لكن هذه الطريقة تحتاج الى عدد ضخم من الاطباء الفنيين لدراستها بالتالي تحتاج الى امكانيات و نفقات هائلة .
*دراسة الحالات الجماعية : تنصب على مجموعة من المجرمين يشتركون في خصائص معينة ( ارتكبو نفس الجريمة )و هنا يتم التغاضي عن الصفات الفردية التي يتميز بها كل واحد منهم و الغرض من هذه الدراسة هو الكشف عن علاقة صفة من هذه الصفات بالجريمة ثم يتم تعميم هذه النتائج على الحالات المشابهة و التعميم هنا اكثر فعالية واكثر صدق من الدراسة الخاصة بالحالات الفردية كلما كان العدد المجرمين اكبر كلما كانت النتائج اصدق و تعميمها اصح . هذا النوع من الدراسة هو الذي اوصل علماء الاجرام الى تحديد بعض العوامل كالسن و الجنس.
*الاحصاء : يقصد به في مجال علم الاجرام ترجمة الظاهرة الاجرامية الى ارقام سواء بصب الاحصاء على عدد الجرائم او نوعها او على المجرمين فان الهدف منه الكشف عن سر الظاهرة الاجرامية تعتبر فرنسا اول دولة قامت باعداد احصاء سنوي عام للجرائم عام 1827تكمن اهميته في تحليل الارقام و المقارنة بينها و ربطها بالعوامل الاجرامية
ــ نقد اسلوب الاحصاء :
1ـ عدم تقديم الاحصاء للصورة الرقمية الصادقة لواقع الجريمة اذ هناك فرق بين العدد المقدم و الالعدد الحقيقي يطلق على الفارق بالرقم الاسود الذي يعود سبب وجوده الى ان هناك جرائم لا تصل الى علم السلطات بسبب عد التبليغ او عدم الكشف عن فاعلها كجرائم العرض و الشرف التي يتم التكتم عنها
2ـ الاخطاء الغير مقصودة في الاحصاء
3ـ افتقاد الموضوعية بالاحصاءيات الجنائية
4 ـ التحريف المتعمد للاحصائيات الجنائية فاصبحت اداة سياسية فعادة ملا تلجا السلطات الى التقليص في اعدادها لايهام الشعوب ان الامن تحقق في عهد هذه السلطة فاصبح الاحصاء وسيلة للتظليل .
* الاستبيان : الهدف من الاستبيان هو الاطلاع على اراء الغير في عوامل السلوك الاجرامي و تتلخص هذه الوسيلة في توجيه عدة اسئلة للافراد محل الدراسة مع منحهم الفرصة للاجابة عليها في غير حضور الباحث و بدون تدخله و تصاغ هذه الاسئلة في شكبل استمارة تسلم باليد او ترسل عن طريق البريد يتوقف نجاح هذه الوسيلة على نوعية الاسئلة المقدمة و كفاءة الباحث . الا انه يعيبها ـ امتناع بعض الافراد عن الاجابة عن كل الاسئلة او بعضها او الرد باجابات غير صادقة . ـ استبعاد الاميين من مجالها .
* المقابلة : تختلف عن اسلوب الاستبيان اذ يتصل الباحث بالافراد محل الدراسة مباشرة و تتحقق هذه الوسيلة عن طريق توجيه عدة اسئلة من الباحث مباشرة الى الفرد تكمن اهمية هذه الوسيلة اذا نجح الباحث في كسب ثقة هؤلاء الافراد كما تختلف عن اسلوب الاستبيان من حيث ان المقابلة تفرز توضيحات اكثر عن العوامل الاجرامية كما ان الشخص المقابل يتلقى توضيحات اكبر عن الاسئلة التي توجه اليه .
*المسح الاجتماعي : يقصد به تجميع الحقلئق عن الظروف الاجتماعية في بيئة معينة او ظاهرة معينة في مجتمع ما . في نطاق علم الاجرام تعني هذه الوسلة تجميع المعلومات عن طائفة خاصة من المجرمين كالمتشردين او المدمنين عن المخدرات او عن جرائم معينة كجرائم العرض مثلا في فترة معينة او وسط اجتماعي معين . يقوم به مجموعة من الباحثين مستعينين في ذلك بوسائل اخرى كالاستبيان و المقابلة و دراسة الحالة .
==طبيعة دراسات علم الاجرام :
*الاتجاه المشكك في الطبيعة العلمية لعلم الاجرام :
ـ 1 ـ علم الاجرام يفتقد الى المدلول الحقيقي للعلم لان المدلول الحقيقي للعلم يقوم على نشوء توافر حقائق ثابتة و عامة . و لما كانت دراسات علم الاجرام ترتكز على الجريمة و المجرم و ان فكرة الجريمة غير ثابتة بطبيعتها اي متغيرة بتغير الزمان و المكان فانه يستحيل على تلك الدراسات استخلاص قواعد عامة و ثابتة
ـ 2 ـ منهم من ذهب الى دراسات علم الاجرام و ما اسفرت عنه لم تقدم الحلول الكاملة لظاهرة الجريمة
ـ 3 ـ افتقاره للوجود الذاتي المستقل . فمن الباحثين من يرى ان علم الاجرام جزء من علم الاجتماع الجنائي و منهم من يعتبره جزء من علم السياسة الجنائية بل قد ذهب البعض من العلماء الى القول بان علم الاجرام ليس الا تشجيع لابحاث العلوم الاخرى حول المجرم و الجريمة تجميعا قد يكون متعلق بنتائج غير متجانسة و لهذا يسحبون عنه وصف العلم و يستبدلونه بتسميات اخرى كدائرة المعارف او دراسات حول شخصية المجرم .
* الاتجاه المؤيد هي الطبيعة العلمية لعلم الاجرام :
ـ 1 ـ ان محالة التشكيك في ذاتية و استقلالية علم الاجرام لا يقوم على اساس لان لهذا العلم موضوع محدد و هو الجريمة و المجرم و هدف واضح يتمثل في الكشف عن عوامل السلوك الاجرامي و استخلاص القوانين التي تحكمه و علا هذا الاساس لا ينال من ذاتية و استقلالية علم الاجرام الاستفادة من نتائج العلوم الاخرى فالتعامل بين العلوم حقيقة علمية .
ـ 2 ـ ان انكار الصفة العلمية عن علم الاجرام استنادا الى عدم تقديمه للحلول الكاملة قول مبالغ فيه لا هذه الخاصية لا ينفرد بها علم الاجرام وحده فلو اخذنا مثلا علم الطب نجد ان هناك امراض معروفة لكن يحتار الطب في علاجها كما ان علم الامراض يستعصي عليه الاحاطة بجميع الامراض التي قد تصيب الانسان و مع ذلك لا ينكر احد الطبيعة العلمية لهذه العلوم .
ـ 3 ـ القول بان علم الاجرام لا ينطبق عليه المدلول الحقيقي للعلم لافتقاره الى قوانين عامة و ثابتة فيه تجاهل لحقيقى علم الاجرام و العلوم الاجتماعية بصفة عامة الى جانب تشدده في تحديد مدلول العلم من ناحية اخرى فعلماء الفلسفة و المنطق مثلا: العلم كل معرفة جمعت بفضل اتباع المنهج العلمي . ردا على دفع الناكرين للصفة العلمية لعلم الاجرام على اساس عدم استخلاص قواعد عامة و ثابتة رد المؤيدون من خلال امكانية تصور استخلاص قواعد عامة و ثابتة تحكم الظاهرة الاجرامية على اساس ان السلوك الاجرامي لا يمثل خرقا للقاعدة القانونية و انما هو خرق لنظام قانوني في مجتمع فهناك علاقة او ترابط بين الجريمة و فكرة النظام القانوني فهذا ما يضفي على علم الاجرام استقرار و ثبات يسمح باستخلاص قواعد عامة
+++اذنيتضح مما سبق ان ان مدلول العلم الحقيقي يرتكز بصفة اساسية على المنهج و الهدف او الغاية فاذا كان المنهج المتبع هو المنهج العلمي و كان الهدف من البحث هو الوصول الى القوانين التي تحكم الظواهر محل البحث فانه يصدق على تلك الدراسة وصف العلم ايا كانت النتائج المتوصل اليها سواء كانت عبارة عن نتائج عامة و ثابتة او مجرد نتائج احتمالية بل حتى ولو لم يصل الى نتائج على الاطلاق شريطة استمراره في البحث معتمدا في ذلك على المنهج العلمي .
== النظريات العلمية في تفسير السلوك الاجرامي : يمكن ردها الى ثلاث مجموعات من المدارس : مجموعة المدارس التكوينية , مجموعة المدارس النفسية , مجموعة المدارس الاجتماعية . و هناك اتجاه رابع موفق بين هذه الاتجاهات و هو الاتجاه التكاملي .
ــ 1 ــ المدارس التكوينية : و يقصد بها تلك التي تربط بين الجريمة و التكوين العضوي للمجرم سواء من حيث الشكل الخارجي لاعضاء جسمه او من حيث اداء اعضائه الداخلية لوضائفها و اذا كان التكوين العضوي هو العامل الاساسي للجريمة فان زعماء هذه المدارس يذكرون عوامل اخرى كالاجتماعيى التي تضاف الى العامل الاساسي مما يقتضي وجود شكلين للمدارس التكوينية (شكل تقليدي , شكل حديث )
أ / المدرسة التكوينية التقليدية : ظهرت في ايطاليا في بداية القرن 20 و نهاية القرن 19 على يد مجموعة من العلماء في مجال علم الاجرام يقوم فكرها على استعمال المنهج التجريبي لظاهرة الجريمة يعتبر سيزار لومبروزو رائد المدرسة التكوينية التقليدية اذ بدا عمله كطبيب في الجيش الايطالي ثم تحول الى المستشفيات العقلية فاستاذ للطب الشرعي بجامعة "بافيا تورينو" الامر الذي فتح له الباب لاجراء فحوص و ابحاث على المجرمين الاحياء منه و الاموات و لقد اجرى ابحاثه هذه على حوالي 383 جمجمة لمجرمين موتى و 600 مجرم على قيد الحياة ولقد ساعدته النتائج التي توصل اليها فحصه لثلاث حالات كانت ااساسا لنظريته .
1 /الحالة الاولى : فحص لص خطير يدعى villela فحص جسمه وهو على قيد الحياة فتبين له انه يتميز بخفة غير عادية في حركته كما انهيميل الى السخرية من الغير . هذا و لقد عهد له عند وفاته بتشريح جثته فوجد في مؤخرة جمجمته تجويف غير عادي يشبه ذلك الذي يوجد عند القردة و بعض الطيور الامر الذي جعله يستنتج ان المجرم وحش بدائي وخلص بذلك الى الربط بين الاجرام والتخلف العضوي .
2/الحالة الثانية : قام في هذه الحالة بفحص مجرم خطير يدعى verseni و الذي اتهم بقتل 20 امراة بطريقة وحشية و اعترف انه يشرب من دمائهن بعد قتلهن و لقد انتهى بعد فحصه الى نتيجة مفادها ان المجرم له خصائص الانسان البدائي في تكوينه الجسماني و توجد عنده كذلك مظاهر قسوة الحيوانات الممفترسة .
3/الحالة الثالثة : قام فيها و ذلك سنة 1884 بفحص جندي يدعى misdea و الذي كان مريضا بالصرع و قد خدم عدة سنوات في الجيش الايطالي و كان مثلا في الاستقامة الا انه و بسبب سخرية احد رؤسائه من المقاطعة التي ينتمي اليها في جنوب ايطاليا و المسماة "كالابريا" انزعج و طرد من العمل لمدة ثمانية ايام من طرف رؤسائه فثارت ثورته و قام بمطاردة رؤسائه وقتلهم جميعا ثم سقط فاقدا للوعي و لما استيقض بعد مرور 12 ساعة لم يتذكر شيئا لقد انتهى لومبروزو بعد دراسة هذه الحالة الى القول ان هذا الشخص يجمع صيفات الحيوانات الاشد توحشا بالاضافة الى حالة الصرع التي دفعته الى الجريمة فوجد العلاقة بين الاجرام و الصرع .
توزصل لومبروزو الى صياغة نظريته في اسباب الجريمة و قسم المجرمين الى 5 فيئات :
ـ 1 " المجرم بالميلاد " : يتميز عن الانسان العادي من نواحي خلقية و عضوية كاختلاف حجم و شكل الراس , كبر زائد في ابعاد الفك , شكل الاذنين غير عادي , امتلاء الشفتين . اما السيمات الداخلية للمجرم بالميلاد فهي ضعف حاسة السمع , انعدام الاحساس بالالم , القسوة المبالغة , فقدان الاحساس بتانيب الضمير فهذه الطائفة من المجرمين هم شديدي الخطورة لا يرجى صلاح امرهم السبيل الوحيد لاتقاء شرهم باعدامهم و سجنهم مؤبدا (ابعادهم نهائيا) .
ـ 2 " المجرم المجنون " : و هو المصاب بنقص عقلي يفقده التمييز بين الخير و الشر يشبه في تصرفاته المجرم الفطري و يصنف لومبروزو المجرمين المصابين بنقص عقلي الى 3 فئات : ـ المجرم المجنون بمرض عقلي , ـ المجرم الصرعي اذا تطور يصبح مجرم مجنون , ـ المجرم السيكوباتي (مصاب باظطرابات مزاجيةبسبب المرض النفسي)
ـ 3 " المجرم بالعادة " : يرتكب جرائمه تحت تاثير ظروفه الاجتماعية
ـ 4 " المحجرم بالصدفة " : لا يرتكب الجريمة بسبب ميل اصيل لديه و انما لضعف خلقي قد يقع تحت تاثير المؤثرات الخارجية فقد يرتكب جريمته مثلا بدافع حب التقليد يرى لومبروزو اخضاع هذا المجرم بالصدفة الى تطبيق عقوبات تقليدية سالبة للحرية اي ان اختلاطه بعغيره من الجناة تحوله الى مجرم بالعادة اذا فالحل هو ارساله الى مستعمرة زراعية او صناعية مع الزامه بتعويض الضرر الذي تسبب فيه .
ـ 5 " المجرم بالعاطفة " : يتميز بحساسية مفرطة تجعله سريع الخضوع للانفعالات العابرة و العواطف المتباينة كالغضب و الحب و الغيرة و الحقد لاصلاحه يجب حبسه مع وقف التنفيذ او ابعاده عن محيط الجريمة مع الزامه بتعويض الضرر
* تقدير المدرسة التكوينية التقليدية :
ـ لا شك ان لومبروزو يعتبر الرائد الاول للمدرسة الوضعية لان تلك المدرسة بنيت على افكاره
ـ هو الذي نبه الاذهان الى دراسة جسم الانسان من الناحية العضوية لاستخلاص اسباب الجريمة
ـ يكفي نظريته انها اول دراسة استخدمت لالمنهج العهلمي في تفسير الظاهرة الاجرامية .
* نقد المدرسة التكوينية التقليدية :
ـ اعتماد لومبروزو على عينة قليلة من الافراد و استخلص منها قانون عممه على جميع المجرمين فالعدد المدروس لا يكفي لدراسةظاهرة معقدة كالجريمة
ـ الفئة التي اعتمد عليها لومبروزو ارتكبت نوع واحد من الجرائم و هي جرائم العنف كالقتل و السرقة بالعنف .
ـ تركيزه على الجانب العضوي و المبالغة فيه كعامل للسلوك الاجرامي واهمل بقية العوامل
ـ اعتبار بعض المظاهر التي يحدثها اي انسان فظلا عن الانسان المجرم علامة على كون محدثها مجرما و ذلك من قبيل احداث الوشم و تحمل الالم لاجله فهذا دليل حسب لومبروزو على عدم الاحساس بالالم و بالتالي فان عدم الاحساس بالالم من صيفات المجرمين و كذلك مسالة استخدام اليد اليسرى علامة على السلوك الاجرامي
ـ فكرة المجرم بالفطرة او بالميلاد فكرة يرفضها المنطق السليم لا اعتبار سلوك ما جريمة يتوقف على المجتمع الذي يجرمه و بالتالي لا يقبل عقلا القول بان الشخص الذي يولد بصفات معينة يكون مجرما
ـ التاكد علميا من عدم وجود المجرم الصرعي .
ب / المدرسة التكوينية الحديثة : يرى انصارها ان مصدر السلوك الاجرامي هو الشخصية الانسانية و ان هذا السلوك هو نتيجة تفاعل هذه الشخصية مع العامل الخارجي و على هذا فتان عوامل السلوك الاجرامي تتمثل في تلك الشخصية عند اصطدامها بالوسط الاجتماعي المحيط بها و عليه فان تحليل الشخصية الاجرامية صادر عن نفسية منحرفة و ان هذا الانحراف النفسي مصدره خلل في اعضاء جسمه خاصة الاعضاء الداخلية منه الا ان هذا الخلل لا يؤدي الى الاجرام الا اذا توافر الوسط الاجتماعي و معنى هذا ان الجريمة وليدة عوامل عضوية و نفسية و اجتماعية فانصار المدرسة التكوينية لا يؤمنون بفكرة المجرم بالفطرة و انا يرون ان المجرم تتوافر خصائص عضوية ونفسية معينة تجعله اكثر استعداد من غيره لارتكاب الجريمة لذلك فان فكرة الاستعداد الاجرامي تمثل الفكرة الاساسية التي تقوم عليها مدرستهم فظهرت العديد من النظريات اشهرها على الاطلاق نظرية ديتوليو " نظرية التكوين الاجرامي " (الاستعداد الاجرامي) .
°° نظرية ديتوليو :هو استاذ بعلم الطبائع بجامعة روما لقد بدا هذا العالم ملاحظات طويلة طويلة و مستمرة على عدة الاف من المجرمين بمعهد الوقاية و العقوبة بروما صدرله كتاب بعنوان العامل الاساسي الخاص للاجرام و لقد اوصلته ملاحظاته الى فكرة مفادها ان سبب الاجرام يوجد في تكوين شخصية المجرم حيث ركز على فكرة وجود استعداد سابق لبعض الجناة و الذي يمكن اعتباره عاملا جوهريا في سلوكهم الاجرامي كما يرى ان الجريمة صراع بين مقومات الحياة الاجتماعية و بين الذوافع الغريزية الفردية تغلبه فيها النزعة الانانية الشريرة على قوة الردع المستمدة من البيئة و القيم الاجتماعية و يشبه ديتوليو السلوك الاجرامي بالمرض فكما ان اصابة الجسم بالمرض ترجع الى ضعف مقاومته للجراثيم كذلك الجريمة يتوقف ارتكابها على ضعف قوة الفرد على التكيف مع مقتضيات الحياة الاجتماعية نتيجتا لخلل عضوي و نفسي يتمثل في الاستعداد الاجرامي ولكن لا يكفي بمفرده لتحقق هذا السلوك بل لابد من تفاعله مع بقية العوامل الاخرى خاصة البيئة .
*تقدير المدرسة التكوينية الحديثة :
ـ ركز انصار المدرسة في ابحاثهم كانصار المدرسة تكو .ت على المجرم ذاته دون الفعل الاجرامي .
ـ حقا لقد ابرزت مدى ارتباط العضوي لاجهزة جسم الانسان .
ـ لم تهمل اهمية العوامل الاجتماعية و الظروف الخارجية في التاثير على شخصية المجرم و على تصرفاته .
*نقد المدرسة التكوينية الحديثة :
ـ اعتمدت كما فعل لومبروزو على فحص عدد قليل من المجرمين
ـ لم تلجا الى استخدام المجموعة الضابطة اي انها لم تقم بفحص مجموعة مقابلة للمجرمين
ـ لجات الى السرعة في الاستنتاج و التعميم في تفسير الظاهرة الاجرامية .
ـ ان اعتبار الجريمة ترتد الى تكوين اجرامي لدى المجرم مصدره خلل في تكوينه العضوي و النفسي تسمح بالقول ان المجرم شخص مريض و تحول الظاهرة الاجرامية الى حالة مرضية وهذا يتعارض مع الاحصائيات القائلة بان نسبة المرض بين المجرمين قليلة
ـ فكرة التكوين الاجرامي تشبه فكرة المجرم بالميلاد اذ لا يمكن التسليم عقلا بوجود استعداد اجرامي داخلي لدى الافراد نتيجة خلل في اعضائه الداخلية فالجريمة ظاهرة اجتماعية تتغير وفق تغيرات الحياة الاجتماعية .
ربط انصار المدرسة بين السوك الاجرامي و التكوين العضوي للمجرم اما التكوين النفسي فهو في نظرهم تابع للتكوين العضوي اي ان الخلل الذي يصيب الخلل النفسي يرجع الى ما يصيب التكوين العضوي من خلل .
ـ 2 ـ المدارس النفسية :
ان مدرسة علم النفس التقليدية ارجعت السلوك الاجرامي الى تغيرات في الجهاز العصبي بسبب خلل يصيب المخ و لهذا ظهر النهج الشخصي الذي اعتمد على التحليل النفسي للكشف عن البواعث و الاحاسيس و المشاعر الدفينة في اعماق النفس و التي قد تساعد في تفسير السلوك الاجرامي و هكذا نشات مدرسة التحليل النفسي بزعامة سيجموند فرويد لترجع السلوك الاجرامي الى التكوين النفسي وحده ثم جاءت بعد هذه المدرسة المدرسة النفسية الواقعية .
أ / مدرسة التحليل النفسي : مؤسسها سيجموند فرويد و لنتمكن من فهم تفسير السلوك الاجرامي لهذه المدرسة فلابد لنا ان ان نتعرض لتحليله للنفس الانسانية التي قسمها الى 3 اقسلم
1ـ القسم الاول : النفس ذات الشهوة او الذات الدنيا و يرمز لها بكلمة id و معناها "هو" و تحتوي هذه النفس الميول الفطرية و الاستعدادات الموروثة و مركز الاهتمام لديها هو المشي وراء اللذة و اشباع الشهوات باي ثمن دون الاعتداد بالمنطق او المثل او القيم .
2ـ القسم الثاني : اطلق عليها تسمية الذات الشعورية او الحسية او العقل و يرمز لها بكلمة ego و معناها "الانا" وهي مجموعة الملكات العقلية المستمدة من رغبات النفس بعد تهذيبها وفقا لمتطلبات الحياة الخارجية وظيفة الانا هو وضع حد للذات الدنيا و جعلها تعبر عن نزعاتها بشكل معقول يتفق مع متطلبات المجتمع و لا يتعارض مع ما تامر به الانا العليا .
3ـ القسم الثالث : و هي الذات المثالية او الضمير و ويرمز لها بكلمة super ego وهي تمثل مجموعة المثل و القيم و التقاليد و العادات الموروثة عن الاجيال السابقة و تعتبر الانا العليا مصدر الردع الحقيقي للذات الدنيا و منها تستمد الانا قوة الردع اللازم لوضع حد للنفس ذات الشهوة كما ان الانا العليا تراقب الانا و تحاسبهخا عن اي تقصير في اداء مهمتها فتوجه لها النقد كل ما سمحت بتغليب الغرائز و الشهوات و هي على حد قول العالم اشبه بما نسميه صوت الضمير و يرى ان السلوك الفردي يتوقف على مدى العلاقة بين الاقسام الثلاثة فاذا تغلبت الشهوات فان السلوك يكون منحرفا اما اذا تغلبت المثل فان السلوك يكون مستقيما سويا و لكي ندرك هذه الحقيقة يكفي ان نتامل مرحلة الطفولة للانسان .
و لقد قسم فرويد الذات الشعورية الى ثلاث مراتب قي الشعور و ما قبل الشعور و اللاشعورفالشعور هو العقل الظاهر اما ما قبل الشعور هو العقل الكامن اما اللاشعور هو العقل الباطن .
* تفسير السلوك الاجرامي حسب هذه المدرسة :
يرى فرويد ان السلوك الاجرامي يحركه دافع معين شعور او لاشعوريبالنظر الى التحليل السابق للنفس الانسانية فان الدافع للسلوك الاجرامي احد الامرين :
ـ اما تغليب النفس ذات الشهوة بسبب انعدام الانا العليا او عجزها عن اداء مهمتها بالرقابة و الردع .
ـ اما كبح الانا للميول الفطرية و اخمادها في اللاشعور وما يصحب ذلك من تكون عقد نفسية
و سواء كان هذا الامر او ذاك فان النتيجة الحتمية هي انطلاق الشهوات و البحث عن وسيلة لاشباعها و قد ارتكاب الجريمة وسيلة لاشباعها .
*تقدير مدرسة التحليل النفسي :
ـ لاشك ان مدرسة التحليل النفسي قد سلطت الاضواء على كثير من الحقائق النفسية عن انظار الباحثين في تفسير السلوك الاجرامي
* نقد مدرسة التحليل النفسي :
ـ وقوع النظرية في التركيز على العامل الواحد .
ـ الاخذ بمنطق هذه المدرسة يقودنا الى التسليم بحتمية الوقوع في الجريمة تبعا للصراع الذي يتم في الجانب اللاشعوري من النفس و هذا يتعارض مع اعتبار الجريمة مخلوق قانوني يتجاوب مع متطلبات الحياة الاجتماعية
ـ هذه المدرسة حصرت اسباب الجريمة في المرض النفسي لهذا فقد وقعت في نفس الخطا الذي وقع فيه انصار المدرسة التكوينية مع اختلاف واحد هو احلال المرض النفسي محل المرض العضوي فهكذا يتحول المجرم الى مريض يحتاج الى العلاج اكثر من العقاب ولقد اثبتت الدراسات ان الكثير من المجرمين غير مرضى و ان الجريمة ليست حالة مرضية و اذا كان المرض النفسي عامل في ارتكاب الجريمة الا انه لا يمكن اعتباره العامل الوحيد
ب / المدرسة النفسية الواقعية : اتجهت الابحاث النفسية وجهة اخرى نشاة المدرسة النفسية الواقعية التي تنطلق من كون النشاط الاجرامي و ان كان يصدر عن الانسان المجرم الا انه مرتبط بالعامل الخارجي لان الجريمة سلوك فردي و ظاهرة اجتماعية في نفس الوقت فالتكوين الداخلي ( العضوي + النفسي ) قد يفسر جانب من السلوك الاجرامي و لكن لا يفسر كل هذا السلوك يستخلص انصار المدرسة النفسية الواقعية نتيجتين هما :
ـ البحث في تفسير الظاهرة الاجرامية يجب ان يقتصر على المجرمين الحقيقيين اي الغير مرضى (يتمتعون بتكوين عضوي و نفسي لا يختلف عند الاسوياء) .
ـ ان السلوك الاجرامي عند المجرمين الحقيقين مصدره العقلية اللااجتماعية العقلية غير المتكيفة او غير المتاقلمة اجتماعيا
تلك العقلية ينشا عنها اضطرابات نفسية و عصبية و يساهم في ظهور حالة عدم التكيف او التاقلم الاجتماعي ليس فقط العوامل النفسية و انما ايضا التكوين العضوي للفرد و تجاربه الشخصية و خبراته و البئة الاجتماعية
و مع ذلك نلاحظ ان انصار المدرسة النفسية الواقعية يعطون العامل النفسي اولوية تفوق العامل العضوي و الاجتماعي و يركزون بصفة خاصة على الجانب اللاشعوري من النفس و فقا للمعنى الذي حدده فرويد
*تقدير المدرسة النفسية الواقعية :
ـ المدرسةالنفسية الواقعية تجاوزت التحليل النفسي لتفسير السلوك الاجرامي و لم تهمل دور العوامل العضوية و الاجتماعية في تفسير هذا السلوك
ـ ان الدراسات النفسية في مجملها تؤدي دور هام من حيث محاولة بحثها عن عوامل السلوك الاجرامي في الحانب النفسي
ـ تتميز عن المدارس الاخرى انها لا تنظر الى الجريمة على انها حالة مرضية و لا تعتبر المجرم شخص مريض
*نقد المدرسة النفسية الواقعية :
ـ ياخذ عليها رذها للسلوك الاجرامي الى العقلية اللااجتماعية ولم تبين لنا كيف تنشا تلك العقلية رغم انها تعتبر السبب المباشر للجريمة
ـ يعيب عليها ايضا الافراط بالعوامل النفسية اكثر من العوامل الاخرى المنتجة للسلوك الاجرامي .
ـ 3 ـ المدارس الاجتماعية :
//1 المدرسة الجغرافية : كانت صاحب هذا الاتجاه الاستاذان ادولف كيتليه و اندريه ميشال جيري و ملخص فكرتها ان هناك ارتباط بين الجريمة و الموقع الجغرافي فقد درسا الاحصائيات الجنائية في فرنسا عن الجرائم و لاحظا ان جرائم الاعتداء على الاشخاص هي اكثر شيوعا في الاقاليم الجنوبية اثناء الفصول الحارة و ان جرائم الاعتداء على الاموال اكثر شيوعا في الاقاليم الشمالية اثناء الفصول الباردة و قد بنى الاستاذان المذكوران على النتائج التي توصلا اليها قانونهما المعروف ب (قانون الحرارة الاجرامي) و مفاده ان ظاهرة الاجرام ترتبط بالموقع الجغرافي للسكان كما ترتبط بفصول العام و هو ما اثبتته الدراسات لاحقا في دول اخرى كايطاليا و الولايات المتحدة الامريكية فقد لوحظ ان حرارة الجو او برودته لها تاثير على سلوك الانسان .
*تقدير المدرسة الجغرافية : كان لها فضل السبق في كشف العلاقة بين الجريمة و الظواهر الطبيعية المختلفة خاصة الطقس .
*نقد المدرسة الجغرافية : وجود علاقة بين الظواهر الطبيعية و الجريمة لا يعني ان تكون سببا للثاني و حتى ولو صح ذلك فان الظواهر الطبيعية لا تكفي وحدها في تفسير الظاهرة الاجرامية كلها اذ تفسر جانب فقط .
//2 المدرسة الاشتراكية : يرجع نشاة هذه المدرسة الى (كارل ماركس)و (انكلز) في منتصف ق 18 فوفق فكرة كارل ماركس تعتبر الجريمة احدى سلبيات الانظمة الراس مالية اذ يرى انها تكرس الطبقية بين ابناء المجتمع مما يدفع الفئة المقهورة لاتخاذ المنهج المنحرف في سلوكها و الجريمة تعتبر بمثابة رد فعل انعدام العدالة الاجتماعية في المجتمع الراس مالي فهو نظام لا يتوخى العدالة و المساواة اما في ظل النظام الاشتراكي فان الجريمة تكاد تختفي تماما .
*تقديرالمدرسة الاشتراكية :
ـ لا شك في اهمية العوامل الاقتصادية على الظاهرة الاجرامية فكل تطور اقتصادي يصحبه تطور في مجال الجريمة .
*نقد المدرسة الاشتراكية :
ـ ان المدرسة الاشتراكية و بربطها بين الظاهرة الاجرامية و الظروف الاقتصادية لا تقدم تفسير كامل لتلك الظاهرة بل تقتصر على جانب واحد و هو المتعلق بجرائم الاموال دون باقي الجرائم
ـ ان الاخذ بمنطق المدرسة الاشتراكية يؤدي الى تحول المجتمع الراس مالي كله الى مجرمين
ـ لم نسمع حتى اليوم عن اختفاء الجريمة في المجتمع الاشتراكي
ـ حسب المدرسة الاشتراكية فان الجريمة مقصورة على الفقراء من الطبقة الكادحة في المجتمع الراس مالي دون الاغنياء و الواقع يثبت ان الاغنياء ايضا يرتكبون الجرائم و ان اختلفت انواعها و و سائلها .
//3 المدرسة الاجتماعية الفرنسية ( مدرسة ليون ): اصحاب هذا الاتجاه الاساتذة لاكساني. جابريل تارد و اميل دوركايم اذ يرون ان البحث في اسباب الجريمة ينبغي ان يكون في الوسط الاجتماعي فالاول يقول ان المجتمعات لا ترزا بالمجرمين اي انهم غير مفروضين عليها و انما هي التي تصنعهم و هو يشبه المجرم بجرثومة المرض الذي لا ضرر منه او خطر الا حينما يتهيا له الوسط الملائم و هو ايضا مذهب دوركايم في تحميل المجتمع المسؤولية عن ظاهرة الاجرام . و يرى تارد ان الجريمة بوصفها ظاهرة اجتماعية تنشا و تنتشر في الوسط الاجتماعي شانها في ذلك شان بقية الظواهر الاجتماعية الاخرى و ذلك بمقتضى عملية اجتماعية هي عملية التقليد التي تتم عن طريق الاتصال المباشر او غير المباشر بين طائفتين الاولى منشاة و الثانية مقلدة .
تقديرالمدرسة الاجتماعية الفرنسية (مدرسة ليون) :
ـ يرجع لها الفضل في لفت الانتباه لمدى تاثير الوسط الاجتماعي على توجيه سلوك الانسان
نقد المدرسة الاجتماعية الفرنسية (مدرسة ليون) :
ـ ما يؤخذ عليها ان احتراف الاجرام قد يصلح لفئة معينة من المجرمين وهم معتادي الاجرام
ـ ظاهرة التقليد لم تقدم لنا تفسير عن نشاة التصرف الاول الذي تم تقليده اخذ على راي دوركايم خلطه بين مفهوم استمرار الجريمة و اعتبارها عادية فليس من الضروري ما يترتب على الاولى يترتب عن الثانية .
//4 المدرسة الاجتماعية الامريكية :
*نظرية تصارع الثقافات : صاحبها عالم الاجتماع الامريكي تورستن سيلين حيث ينشا الصراع بين الثقافات حين تصطدم القيم الخلقية و الاجتماعية التي يحميها القانون الجنائي مع القيم السائدة لدى جماعات معينة و يكون الصراع بين الثقافات خارجيا بين ثقافات الدول المختلفة كما هولا الحال بالنسبة للمهاجرين فعلى الرغم من تواجدهم في دولة المهجر الا انهم يظلون متمسكين بثقافة دولهم الاصلية مما يترتب عليه نشاة الصراع بين ثقافة دولة المهجر و ثقافة الدول التي جاء منها المهاجرون . كما يمكن تصور صراع داخلي بين الثقافات عند تضارب قواعد سلوك جماعات مختلفة ينتمي اليها نفس الفرد . فالسلوك الاجرامي حسب هذه النظرية ينشا عندما يكون الصراع قائم بين قواعد القانون الجزائي اي الثقافة العامة في المجتمع وبين قواعد السلوك الخاصة بكل جماعة انسانية .
*نظرية المخالطة المتفاوتة : صاحب هذا الاتجاه الاستاذ ادوين سذرلاند الذي يرى ان السلوك الاجرامي يرجع الى تغلب العوامل الدافعة الى عدم احترام القانون الجنائي على العوامل الدافعة لاحترام هذا القانون ويرى ان المُجرم لايولد بطبعهِ مُجرماً، إنما يكتسـب السـلوك الاجرامي عن طريق التعلم من الغير شـأنه شـان مَنْ يتعلم حرفة أو صناعة او مهنة كالميكانيك وهذا التعلم (أو التدريب) يجيء عن طريق التفاعل مع أفراد آخرين يختلفون عن المُجرم بفروق مُعينة وبعد المُخالطة يصبح الفرد مُجرماً مثلهم، كما قد يصبح مُجرماً إذا امتنع عن مُخالطة الجماعة التي يسـود فيها احترام القانون ولنظرية المُخالطة نصيب من الصحة وأحياناً نصيب كبير منها، ذلك ان عدد غير قليل من الأفراد –وخصوصاً الفتيان منهم- انزلقوا الى طريق الجريمة وعادةً مـاتكون الخطوة الاولى في انحراف الفتى هي مُخالطة رفاق السـوء، فيبدأ بتقليدهم في صغائر الامور، أيّ المُخالفات البسـيطة، ثمَ ينتهي بهِ المطاف الى ارتكاب الجرائم وربما كانت من نوع الجرائم الجسـيمة لاسـيما إذا ضعفت أو انعدمت الرقابة الابوية عليهِ .
*تقدير المدرسة الاجتماعية الامريكية : هذه المدرسة سلطت الاضواء على اهمية العوامل الاجتماعية
*نقد المدرسة الاجتماعية الامريكية :
- يؤخذ عليها تجاهلها للعوامل الفردية
- فشلت المدارس الاجنماعية كالمدارس التكوينية في تفسير السلوك الاجرامي لانهم لم ينظر والى الظاهرة الاجرامية من جميع جوانبها .
ـ 4 ـ الاتجاه التكاملي : مهدت الانتقادات السابقة لظهور تفسير للظاهرة الاجرامية ياخذ من النظريات السابقة ما يصلح لتفسير هذه الظاهرة و تستبعد منها ما هو غير صالح لذلك اطلق على هذا التفسير بالاتجاه التكاملي الذي ينظر الى الجريمة على انها ظاهرة اجتماعية و سلوك فردي في نفس الوقت .
*عوامل الاجرام وفق الاتجاه التكاملي : ان غالبية الفقهاء صنفوها الى عوامل فردية وعوامل خارجية .
1- العوامل الفردية : و هي عوامل متصلة بالتكوين الفردي للانسان و التي يستمد منها الفرد كيانه و تشمل ما يلي :
ـ أ / الوراثة : تشمل الخصائص و الوضائف التي تنطلق من السلف الى الخلف و بالتالي يمكن تفسير ما اذا كانت هذه الخصائص التي تنتقل من الاب الى الابن يمكن ان توجه الابن الى ارتكاب سلوك الاب و بالتالي ارتكاب الجريمة .
ـ ب / السلالة : وهي تضم الخصائص و الصفات التي تتنتقل لامن شخص الى اخر و انما بين مجموعات من الافراد او وحدات قومية .
ـ ج / الجنس : و هو عامل اجرامي مؤثر بين الرجل و المراة و تذهب ارجح الدراسات الى ان اجرام النساء يختلف عن اجرام الرجال في نوعه اكثر من كمه .
ـ د / السن : و هو عاملفردي يعكس التكوين العضوي و النفسي للشخص و الثابت ان طبيعة الجريمة و كذلك بواعث ارتكابها تختلف بحسب المراحل العمرية التي يمر بها الفرد اذ هناك ملامح عامة لجرائم الاحداث .
ـ هـ/ الذكاء : يؤثر درجة الذكاء غالبا على نوعية الاجرام فنقص الذكاء عامل لارتكاب جرائم معينة كما ان ارتفاع معدل الذكاء قد يفسر ارتكاب نوع اخر من الجرائم .
ـ و / الحياة الغريزية : و هي ذات صلة بالسلوك الاجرامي و يتم بحث الغرائز كعامل من عوامل الاجرام من اهم الغرائز : الغرائز الحنسية , غريزة حب المال .
ـ ي / المرض : يغطي عامل المرض مجموعة كبيرة من الامراض التي تصيب الفرد قد تنعكس على سلوكه الانساني عموما و على سلوكه الاجرامي خصوصا و من ابرز هذه الامراض : السل , اضطرابات الغدد , التهابات الاغشية المخية , المرض العقلي , انفصام الشخصية...الخ .
2 ـ العوامل الخارجية : هي مجموعة الظروف الخارجية المتعلقة بالنواحي الجغرافية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية المحيطة بالفرد .
ـ أ / العوامل الجغرافية : يقصد بها مجموعة الظروف الطبيعية التي تسود في منطقة معينة كحالة الحرارة و البرودة للطقس . اثبتت الدراسة لاحقا فشل قانون الحرارة الاجرامي بسبب تطور كثافة السكان و حركتهم من اقليم الى اخر و لقد اختلف العلماء في تفسير العلاقة بين المناخ و الظاهرة الاجرامية .
ـ ب / العوامل الاقتصادية : هنا يثور التساءل هل الازمات الاقتصادية تاثير او علاقة بالظاهرة الاجرامية؟ ان الازمات الاقتصادية يتؤتب عنها كثرة الاجرام اذ اجريت ابحاث حلى ثلاث محاور
1 ـ التغيرات التي طرات على سعر القمح في أوروبا .
2 ـ تقلبات القوة الشرائية .
3 ـ ظاهرة البطالة .
فالازمات الاقتصادية تحول الاغنياء الى فقراء لا يستطيعون التكيف مع وضعهم الجديد مما يدفع البعض منهم الى ارتكاب الجريمة في حين يخالف فيري هذا الراي اذ يرى ان الازمات الاقتصادية يترتب عنها انخفاض في نسبة الاجرام اذ تقل الاموال التي تكون محل للاجرام .
ـ ج / العوامل الثقافية : يقصد بالثقافة مجموعة القيم التي يتشكل على اساسها الضمير الفردي و الجماعي في المجتمع و اهم عوامل الثقافة في المجتمع الحديث التعليم . الدين . وسائل الاعلام .
ـ عامل التعليم : خلصت الدراسات الى وجود علاقة عكسية بين التعليم و الظاهرة الاجرامية فكلما انتشر التعليم انخفضت نسبة الاجرام و هو ما عبر عنه فيري بالقول ان فتح مدرسة يعادل غلق سجن في حين ذهبت دراسات اخرى ان انتشار التعليم لم يؤدي دوره بل سجل ارتفاع في عدد المتعلمين بين الجرمين و تصبح المقولة فتح مدرسة فتح سجن فالجهل ليس معناه انعدام الاخلاق و العلم ليس معناه الفضيلة .
ـ عامل الدين : يقصد به مجموعة المبادئ و القيم التي تحث على الخير و تنهى عن الشر و متى تشربت النفوس و الضمائر من هذه القيم فان ذلك يحول دون ارتكاب المعاصي و الجرائم فللدين اثر عكسي على الاجرام
ـ عامل وسائل الاعلام : تعد من اهم مصادر الثقافة و من المتصور وجود علاقة بين وسائل الاعلام و الظاهرة الاجرامية فلهذه الوسائل اثر مانع و اثر دافع فالاثر المانع عندما تنتهج هذه الوسائل اسلوب التوعية عند تطرقها الى الجريمة لتشجيع العدول عنها اما الاثر الدافع فيتحقق حينما تصور مثلا وسائل الاعلام اساليب تنفيذ الاجرام و تظهر المجرم في صورة البطل
ـ د / العوامل الاجتماعية : تتضمن الوسط الاجتماعي المحيط بالفرد منذ ميلاده و الى حتى لحظة ارتكاب الجريمة كما ان الوسط يشمل ايضا المسكن الذي له تاثير كبير على شخصية الفرد من حيث ان الاقامة في مسكن ضيق المساحة و مكتض يتولد عنه سوء الحالة الصحية و النفسية و الاعتياد على الهرب و قضاء اغلب الوقت في الشارع و الانخراط في جماعات ذات ميول اجرامي كما يشمل الوسط الاجتماعي ايضا المدرسة , مكان العمل , الخدمة العسكرية فمن المفترض ان هذه الاوساط لا تدفع بذاتها الى ارتكاب الجريمة بل العكس وظيفتها الحيلولة بين الشخص و ارتكاب الجريمة فالمدرسة تربي و تثقف والمهنة تعلم و تنمي المواهب و الخدمة العسكرية تصقل الفرد و تنم فيه الدفاع عن الاخرين من الاعتداء عليهم و مع ذلك فقد لا يفضل بعض الاشخاص التواجد باحد الاوساط فلا يتكيف و يتاقلم فيها مع الحياة مع افرادها و قد يدفع به هذا الوضع الى سلوك سلوك الجريمة .​
 

youcef66dz

عضو متألق
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
3,786
مستوى التفاعل
114
النقاط
63
رد: حصريااا جداا جداا محاضرات مقياس السياسة الجنائية و علم الاجرام

بارك الله فيك ...
مزيدا من التالق .
 

Boualem16

عضو جديد
إنضم
12 فبراير 2015
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
رد: حصريااا جداا جداا محاضرات مقياس السياسة الجنائية و علم الاجرام

شكرا على الموضوع
 

rachid jillali

عضو جديد
إنضم
16 ديسمبر 2016
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
رد : حصريااا جداا جداا محاضرات مقياس السياسة الجنائية و علم الاجرام

يعطيك الصحة ومزيد من التألق
 

Mohamed bir

عضو جديد
إنضم
3 نوفمبر 2017
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
ouargla
شكرا على المجهود المبذول من طرفكم نتمنى لكم مزيدا من التألق والنجاح
 

المواضيع المتشابهة

أعلى