ترى بأن الإسلام حافظ على قيمة المرأة المثلى

  • الإسلام حد من بعض الحقوق وفرض لها قيود تحد من حريتها

    الأصوات: 0 0.0%
  • الإسلام لم يعدل بتفضيله الرجل على المرأة

    الأصوات: 0 0.0%
  • الإسلام عاقب المرأة بالتعدد والحجاب

    الأصوات: 0 0.0%

  • مجموع المصوتين
    5

av.joven

عضو متألق
إنضم
22 أغسطس 2010
المشاركات
884
مستوى التفاعل
29
النقاط
28
الإقامة
بلدية برج بونعامة ولاية تيسمسلت
إرتأينا كشف ماهو مظلم بضوء خافت على المرأة كشريك وكإنسان في مدرسة الحياة الكونية وكيف لهذا الشريك أن عانى القصاوة وسوء المعاملة في ظل حضارات وشرائع غير الإسلام

ان تاريخ الشعوب يشير الى ان الحقوق هي عملية إجتماعية تاريخية مرتبطة بدرجة نضوج كل شعب على حدة وبدرجة علاقاته مع الشعوب الاخرى ودرجة نشاطه الاقتصادي الداخلي والخارجي ودرجة نمو الوعي بالذات.
كما لا ننسى أثر الشرائع السماوية في توجيه الأنظمة المعيارية التي يتم بموجبها تقيم السلوك وتحديد الحق والواجب
تعالوا معي وفق بحث متواضع تم من خلاله رصد مختلف الامكنة والأزمنة التي عاشت فيها المرأة حضارات وشرائع عدا الإسلام فهو متروك لمشاركة أخرى






1-المرأة في العصور البدائية الفطرية:

لاتزال بقايا المجتمعات الفطرية المنعزلة تظهر لنا حتى اليوم في الكثير من النقاط المنسية. كما انه لازالت هناك الكثير من المجتمعات التي لم تقطع مراحل كبيرة في سلم التتطور ولم تصل حتى الى مراحل الدولة البابلية او المصرية القديمة في علاقاتها الاجتماعية بفضل بطء النزاعات التي واجهتها. وكلا النمطين من المجتمعات تعطينا صورة واضحة عن وضع المرأة فيهما قبل تعقد الحياة الاجتماعية. اغلب المجتمعات البدائية تتميزبكون المرأة هي رأس الجماعة التي تخطط وتشرف على الجماعة ونظامها الاجتماعي والاقتصادي في حين للرجل دور ثانوي يقتصر على الصيد. المرأة في هذه هي الاصل وبشكل طبيعي ليس موضعا لاي نقاش. في المجتمعات الاكثر تتطورا نرى تتداخل بين سلطة الرجل وسلطة المرأة الى مستويات اعلى من المساواة والانسجام، غير ان العامل المشترك لهذه الجماعات هي فقدان الملكية الخاصة. إن المجتمعات التي تظهر بها الملكية الخاصة هي التي تؤسس لسلطة الرجل وقوامته.
2-المرأة فى حضارة السومريين والاشوريين:

ظهرت في حضارة بلاد الرافدين القديمة اول الشرائع المكتوبة التي اعطت للمرأة اهمية كبيرة في نصوصها، مما يدل على وعي المجتمع بدور المرأة وعلى الوزن الكبير للمرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الازمنة المبكرة للحضارة الانسانية.



إن اقدم الشرائع المعروفة هي شريعة اورنامو. وبالرغم عدم وصول الكثير من بنود هذه الشريع الينا، إلا ان ماوصلنا يحتوي على مادتين تخص المرأة وهما :


لمادة 5:"اذا ازال رجل بكارة امة رجل اخر بالاكراه ,عليه ان يدفع كغرامة خمسة شيقلات من الفضة "
المادة 7:" اذا مات رجل , فبعد موته تنتقل نصف املاكه الى زوجته , والنصف الاخر الى اولاده "



وفي شريعة اشنونا، نجد ان القواعد اصبحت اكثر واعطت حماية اضافية للمرأة ، إذ ان المادة 60 تضمن حماية الزوجة المطلقة واطفالها الى درجة ان البيت يصبح ملكها إذا تزوج مطلقها. فالرجل هو من يفقد حقه بالبيت.

شريعة بيت عشتار تأتي لتعزز حقوق الزوجة المريضة والعاملة والعاقر، حسب المواد 22و 27 و 28. الامر الذي يجعلها متقدمة حتى على الكثير قوانين الدول العربية الحالية.


وآخر ماوصلنا هي شريعة حمورابي المتكاملة، التي تعتبر بحق فخر الحضارة البابلية والاشورية. وقد كانت محفورة على مسلات حجرية وموضوعة نسخ منها في المدن الرئيسية كمرجع عند القضاء، الامر الذي يوضح الوعي الحقوقي العالي بالنسبة لذاك العصر.

شريعة حمورابي تحوي 282 مادة والعديد من الملاحق. وقد حددت حقوق المرأة في المجتمع بما يخص العمل والطلاق والزواج والتملك والوراثة وحضانة الاطفال والحماية الاجتماعية والحماية ضد تعسف الزوج واهله بما فيها حقها بالنفقة في حالة المرض وحقها بالبيت اذا اصر الزوج على الانفصال عن زوجته المريضة. كانت هناك 92 مادة تخص المرأة، وكانت حقوق المرأة متقدمة للغاية حتى بالنسبة للعصور اللاحقة. لقد اصبحت النساء في الدولة البابلية والاشورية قضاة وتاجرات وكهنة ومالكات اراضي زراعية. تشير لنا بعض اللوحات ان هناك نساء تبوءن منصب القاضي في الدولة الاشورية او البابلية.لم تكن المرأة في القانون تميز بكونها امرأة عن الرجل بل عن المحارب. وقد استطاعت المرأة ان تصل الى منصب الملك لتصبح اول ملكة في التاريخ ، على الاغلب ، وهي الملكة سمير اميس، كما ان الالهة كانت من النساء.



من جهة اخرى تظهر بعض اللوحات الطينية ان الدولة الاشورية كانت تفرض الحجاب على النساء المتزوجات منذ لحظة زواجهم لتميزههم عن العازبات تماما مثل خاتم الزواج اليوم، وقد ابقى دارا الفارسي الحجاب على النساء البابليات الاسيرات بعد احتلال بابل، ونقبهم الى عاصمته سوسا، ليصبح الحجاب علامة من علامات الجواري في بلاد فارس الزرادشتية.




4- المرأة فى عهد الرومان:



جاء في موقع المرأة التونسية عبر العصور وصفا مسترسلا لوضع المرأة في الفترة الروماني، اظهرت الاحترام الكبير والحرية التي تتمتع بها في مجتمعا التقليدي، عندما يتعلق الامر بالمرأة الحرة. وفي الوقت التي كانت تمجد لاخلاقها، كانت المعايير الاخلاقية لذاك الزمن تختلف عن المعايير الاخلاقية للمسيحية، الامر الذي يوضح الفرق في وصف المرأة الرومانية قبل المسيحية وبعدها.

يقول الموقع: على أن جميع المصادر تتفق في السعي إلى التأكيد والتدليل على أن الوسط الطبيعي للمرأة، الوسط الذي تتميز فيه وتبرز، هو الخلية العائلية. ويبدو دور المرأة في هذا المستوى دورا أساسيا. فهي "ربة البيت" (دومينا)، وهي "حارسة الأسرة" (كوستوس). وترتكز الحياة العائلية على الزواج الذي يُعد بحقّ شراكة وإطارا يجمع بين شخصين يرتبطان على مدى الحياة ولا يفصل بينهما، مبدئيا، سوى الموت. ويرتكز الزواج على الاحترام المتبادل وعلى احتلال كل واحد من الزوجين للمكانة الخاصة به؛ كما يقوم أيضا على روابط الألفة وحتى الحب، مثلما تشير إلى ذلك العديد من نصوص النقائش الخطية. وتفيدنا هذه النقائش أيضا بأن معظم الأزواج الذين يفقدون " قريناتهم" (كوماس) يصابون بالقنوط.

وهكذا يبدو الزواج بمثابة الجمع بين إرادتين متساويتين وليس اقترانا بين زوج في منتهى الجبروت والنفوذ وزوجة خاضعة له. ولعل مفهوم العلاقة الزوجية من هذه الناحية قريب من المفهوم الحديث.



ويضيف:لكنّ الزواج لم يكن متاحا إلا للنساء اللائي يتمتعن بحريتهن ، واللائي كنّ يطلق عليهن نعت " السيدات" (اللفظة الرومانية المستخدمة مشتقة من لفظة " ماتير" التي تعني الأم وتطلق عادة على أم أو زوجة المواطن الروماني)، كما كان الهدف الوحيد من الزواج هو الإنجاب.

وكان على " السيدة" ، باعتبارها حاملة لنسل زوجها ومن ثمة الركيزة التي يقوم عليها مستقبل العائلة، أن تكون ذات سلوك قويم وأن تتمتع بخصال أخلاقية منقطعة النظير. وتحتوي النقائش الخطية على الكثير من الإشارات في هذا المعنى. وتتصف السيدات التي يرد ذكرهن في النقائش - سواء كانت نصوصها نثرية أو شعرية - بالتقوى، والاحتشام والعفة والفضيلة. ولعل من أبرزهن تلك السيدة التي دُفنت في مقام ضخم يشبه المعبد من حيث الشكل، بمنطقة "تلابت" في الجنوب الغربي لتونس. فقد ورد بشاهد قبرها ما يلي:" لقد كانت زوجة لا يضاهيها أحد وأما عطوفا وجدة حقيقية، وعفيفة ومتديّنة. وكانت نشيطة ومقتصدة وجادة في عملها وفعالة ونشيطة وتراعي الآخرين. ولم تتزوج سوى مرة واحدة ولم تخن زوجها أبدا، وأبدت حياله كل إخلاص ووفاء.

فالمرأة الرومانية كانت في وضع حقوقي افضل من المرأة الاغريقية، بالرغم من انه لازالت خاضعة لسلطة الرجل، التي اعطتها صلاحيات اكثر، طالما المرأة حرة. في حين بقيت الجارية تعاني من نفس الوضع الاجتماعي السئ للعصور القديمة .


أما الزواج فى العهد الرومانى فهو ينقسم الى قسمين:

- زواج مع السيادة وهو يعنى انفصال الزوجة عن أهلهاوانتقالها من الأب الى سلطة الزوج.
- زواج بدون سيادة وهو يعنى أن الزوجة تشارك الزوج فى الحياة الزوجية ولكن لها الحق فى أن تبقى مع أسرتها ويجب عليها الطاعة لزوجها واحترام رغباته.

أما الاهلية المالية فلم يكن للبنت حق التملك واذا اكتسبت مالا أضيف الى أموال الآسرة، ولايؤثر على ذلك بلوغها ولا زواجها، وفى العصور المتأخرة فى عصر قسطنطين تقرر أن الاموال التى تحوزها البنت عن طريق ميراث أمها تتميز عن اموال أبيها، ولكن له الحق فى استعمالهل واستقلالها، وعند تحرير البنت من سلطة رب الأسرة يحتفظ الأب بثلث اموالها كملك له ويعطيها الثلثين.

وفى عهد جوستثيان قرر أنه كلما تكتسبه البنت بسبب عملها أو عن طريق شخص آخر غير رب أسرتها يعتبر ملكا لها، أما الأموال التى يعطيها رب الأسرة فتظل ملكا له، عل أنها وان أعطيت حق تملك تلك الأموال فانها لم تكن تستطيع التصرف فيها دون موافقة رب الأسرة. واذا مات رب الأسرة يتحرر الابن اذا كان بالغا، أما الفتاة فتنتقل الولاية عليها الى الوصى ما دامت على قيد الحياة، ثم عدل ذلك أخيرا بحيلة للتخلص من ولاية الوصى الشرعى بأن تبيع المرأة نفسها لولى تختاره، فيكون متفقا فيما بينهما أن هذا البيع لتحريرها من قيود الولاية، فلا يعارضها الولى الذى اشتراها فى أي تصرف تقوم به.


كما كانت قوانين الألواح الاثني عشر تعتبر الأسباب الثلاثة الآتية أسباب لعدم ممارسة الأهلية وهي: السن، الحالة العقلية، الجنس أي الأنوثة، وكان الفقهاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولهم: لطيش عقولهن.



وفي القرن الثاني الميلادي، تظهر وثائق تشير الى ان المرأة كانت تمارس التجارة وإدارة الاعمال وإدارة الضيعات الضخمة، ومثال على هؤلاء النساء "بودنتالا" زوجة " أبوليوس"، الكاتب الشهير الذي عاش في قرطاج. وكانت "بودنتالا" امرأة ذكية عرفت كيف تستغل القوانين التي كانت تجيز لها تدبير ممتلكاتها والاستفادة منها. ولا تمثل " بودنتيلا" حالة فريدة من نوعها ؛ بل أن العديد من النساء كن يمتلكن أموالا طائلة ويتصرفن فيها حسب مشيئتهن؛ فكثيرا ما تشير النقائش الخطية مثلا إلى كرم كبريات السيدات، اللائي كنّ، سعيا منهن إلى تدعيم نفوذهن ومركزهن الاجتماعي، يهبن مدنهن مبالغ هامة، وهي أموال كانت تنفق عادة في تشييد مباني عمومية، وذلك لأغراض سياسية وتوجد وثائق تتكلم عن وجود طبيبات نساء متتدربات ومتعلمات. إضافة الى وجود كاهنات نساء لممارسة الطقوس الدينية في المعابد ومع الاباطرة.


وعند ظهور المسيحية في الدولة الروماني تغيير الخطاب الاخلاقي للمرأة الى خطاب يحاول تحميلها تبعية الذنوب والخطيئة الاولى، إذ يذكر موقع المرأة التونسية:ولكن لنستمع إلى مقترحات "تارتوليانوس" في الرسالة التي خصصها لـ "زينة المرأة" ولنتعرف على نمط العيش الذي اقترحه على النساء حتى يكفّرن عن الخطيئة الأصلية التي ارتكبنها. يقول " تارتوليانوس" مخاطبا النساء:

"اتخذن من البساطة بيوتكن ومن العفة حُمرتكن ومن التواضع خضاب أعينكن. ضعن على شفاهكن الصمت (بدلا من أحمر الشفاه) واتخذن من كلام السيد المسيح أقراطا، ومن نير اليسوع قلادات. عليكن بإحناء رقابكن خضوعا لأزواجكن، فكفاكن ذلك تجميلا. واشغلن أيديكن بغزل الصوف، وقيّدن أرجلكن ببيوتكن، عندئذ تصبحن أكثر سحرا وجاذبية مما لو رفلتن في الحلل الذهبية. ولتكن الاستقامة حريركن والقداسة كتّانكن والاحتشام أرجوانكن؛ فبمثل هذه الزينة والحلي تفزن بالله حبيبا".





5- المرأة فى عهد الفراعنة:



في حضارة وادي النيل يقول ماكس ملر واصفا منزلة المرأة الفرعونية (ليس ثمة شعب قديم او حديث رفع منزلة المرأة مثل ما رفعها سكان وادي النيل) ففي حضارة وادي النيل كان النسب للام، والمرأة وحدها تملك وترث لقد اعطت الحضارة المصرية القديمة المرأة وضعا شرعيا تعترف به الدولة وتنال به حقوقا تشبه حقوق الرجل . كانت تخرج سافرة دون غطاء للشعر وتشارك فى الحياة العامة وتحضر مجالس الحكم بل وتتولى زمام الحكم,فسجل التاريخ لهذه الحضارة اسماء كليوباترا ونفرتيتي وغيرهن. واحدى التعاليم الفرعونية المكتوبة على ورق الحلفا تقول: أخلص لحبيبتك كما هو واجب عليك وأسع إلى ما يدخل السرور إلى نفسها طالما أنت على قيد الحياة..

وعظمت الحضارة الفرعونية دور المرأة وجعلتها بطلة للاساطير، كما كانت الالهة مختلطة، فمنها المذكر ومنها المؤنث مثل آلهة العدل و " أمهوت" وكانت " ايزيس" هى آلهة الجمال فى حضارة الفراعنة.

وبحسب قول الباحثة المصرية سناء محمود منصور، فان المصري القديم كان مخلصا لبيته وكان من صفات المصريين القدماء، كما تؤكد ذلك الشواهد الأثرية والمخطوطات الفرعونية احترام المحبوبة وتبجيل الزوجة والاهتمام باحتياجات النساء.

"أحب زوجتك التي هي محبوبتك وأخلص لها كما هو واجب عليك. أطعمها واكسها وأسع إلى ما يدخل السرور إلى نفسها طالما أنت على قيد الحياة".

وكان الزوج يقوم بتوفير متطلبات زوجته حتى في حال انفصالها عنه وكان الزواج يتم من خلال عقد يضمن للزوجة حقوقها، وتعتبر المكانة الخاصة بالمرأة في نظام المجتمع المصري القديم وخاصة الزوجة أحد مظاهر الحضارة الفرعونية التي عرفت كيف تجعل من المحبوبة ومن الزوجة أو الابنة رمزا لأكمل مظاهر المساواة وهو حال كانت الأوروبية في أوائل القرن العشرين بعيدة عنه كل البعد إذ كانت المصرية في العهد الفرعوني امرأة لها مكانتها ولم تكن نكرة و كان ويستقل كل جيل بنفسه بدنيا وماديا، وكانت توضع تماثيل الزوجين جنبا إلى جنب.

وكتب عاشق فرعوني واصفا محبوبته "أنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها، أجمل جميلات العالم، انظر إليها كمثل النجمة المتألقة في العام الجديد على مشارف عام طيب. تلك التي تتألق و التي تبرق بشرتها بريقا رقيقا ولها عينان ذواتا نظرة صافية وشفتان ذواتا نطق رقيق ولا تخرج من فمها أبدا أية كلمة تافهة.

"هي ذات العنق الطويل والصدر المتألق وشعرها ذو لون لامع. ان ذراعيها تفوقان تألق الذهب وأصابعها تشبه كؤوس زهرة اللوتس. أنها ذات خصر نحيل. وهي التي تشهد ساقها بجمالها. ذات المشية المتسمة بالنبل عندما تضع قدميها على الأرض".

شاركت المرأة فى عهد الفراعنة فى العديد من المواقع العسكرية بل كانت الحملة العسكرية على الصومال بأمر من " حتشبسوت" التى أرسلت الى ملك البلاد رسالة توضح فيها بأن هدف الحملة ليس عسكريا ولكنه هدف تجارى.كما أسندت الملكة قيادة الجيش الى قائد من بلاد النوبة " قس" حتى يستطيع التغاهم مع أهل البلاد، وحملت تقوش الحضارة الفرعونية صور عديدة للمرأة فى الحياة العامة والمنزل والعمل والحروب العسكرية. وكان لها فى ذلك العهد نفوز داخل اسرتها جعلتها القائد الفعلى للأسرة، بالرغم من ان ذلك لم يلغي دورا مساعدا للرجل. كما انه لايوجد وضوح بشأن مايعتبر عائلة في العهد المصري القديم إذ ان الدلائل تشير الى إمكانية كون الاخت من ضمن العائلة او لربما من ضمن الزوجات.



كانت المرأة هي التي تُقدم ضحية للالهة كتعبير عن الشكر بتقديم الافضل.غير ان المصريين كانوا يجرون عملية ختان على المرأة بوسائل بدائية، لربما من اجل تحديد النسل، بالرغم من انها كانت تسبب آلام واضرار فادحة..ومع ذلك فمن الضروري الذكر ان ختان المرأة في مصر القديمة جاءت متأخرة الى البلاد، والاصل كان ختان الذكر فقط.



وعند الاحتلال الفارسي لمصر حمل الفرس فكرة الحجاب إلى مصر، ومنها إلى شمال إفريقيا، حيث كان البربر يتلقون بتلهف عادات المصريين، ليصبح الحجاب جزء من ملابس الصحراء. وتذكر الكاتبة آنا رويز وهي عضو جمعية الاثار المصرية في كتابها "روح مصر" الصادر عام 2004 ان حضارة مصر القديمة على خلاف الحضارات القديمة الاخرى حققت للمرأة مساواة مع الرجل في الحقوق والامتيازات حيث كان لها حق امتلاك الاراضي والعقارات وادارتها وبيعها وابرام التعاقدات وتمثيل نفسها في المنازعات القانونية كما أتيح للمرأة العمل مستشارة الفرعون وكاتبة وطبيبة.

وتضيف أن سجلات الدولة القديمة تثبت أن بيشيشت التي عاشت في عهد الاسرة الخامسة (نحو 2494 - 2345 قبل الميلاد) حملت لقب رئيسة الاطباء وفقا للنقش الموجود على شاهد قبرها "ويعتبر الباحثون السيدة بيشيشت أول طبيبة في التاريخ المدون."

وتشير الى أن ما أصبح يعرف بالزواج السياسي كان موجودا في مصر القديمة حيث أرسل حكام لممالك مجاورة بناتهم ليصبحن زوجات سياسيات لبعض الفراعنة حيث تزوج كل من أمنحتب الاول (نحو 1546 - 1526 قبل الميلاد) وتحتمس الرابع (نحو 1425 - 1417 قبل الميلاد) أميرتين من سوريا كما تزوج الاول شقيقة أحد ملوك بابل. أما رمسيس الثاني فتزوج الاميرة هيتيتي من طرطوس بهدف تسوية خلافات قديمة بين البلدين.

ولان الكتاب يحمل عنوان (روح مصر القديمة) فهو يتطرق الى الحياة الاجتماعية للمصريين مشيرا الى أن الزواج كان يتم بموافقة الرجل والمرأة بموجب عقد يجوز انهاؤه فيما بعد بالطلاق الذي لم يكن شائعا وفي حالة حدوثه كانت المطلقة تحتفظ بما كانت تملكه عند الزواج اضافة الى حصولها على ثلث ممتلكاتهما المشتركة قبل الطلاق.

وفي حالة وفاة الزوج كانت أرملته تستحق ثلثي أملاكهما المشتركة ويقسم الثلث الباقي بين الابناء ويليهم اخوة الزوج. واذا توفي الابوان فان الابن يرث الارض في حين تؤول المجوهرات والاثاث وأدوات المنزل الى الابنة التي تملك كل شيء اذا خلت الاسرة من الذكور.
وتنفي المؤلفة انتشار الزواج بين الاخ وأخته في مصر القديمة مشددة على أن هذا فهم خاطئ حيث كان كلمة "أختي" التي يشير بها الزوج الى زوجته في حب مرادفة لكلمة "عزيزتي" أو "زوجتي" وهو امر نلاحظ إستمرار إنتشاره حتى اليوم.






6- المرأة فى الحضارة الصينية:



ساد المجتمع مفاهيم فلسفية ظهرت تحت تأثير حروب مستمرة واخطار مهددة، وسيطرة اقطاعية ذكورية ، مما اطاح بالمجتمعات الاموية التي كانت سائدة في الاراضي الصينية القديمة والتي لازالت اثارها موجودة في مجتمعات جبلية معزولة. وقد كانت الكونفوشية هل الفلسفة الاكثر تأثيرا في الحياة الاجتماعية للصين خلال عقود طويلة من الزمن.

والكونفوشية لم تبحث عن قيم ومثل في غير عالمنا المعاش، ولم تطلب ما لا يمكن للطبيعة البشرية أن تحققه، ولكنها ترسم أنماطاً من السلوك المبني على الطبيعة الإنسانية وإمكانيات هذه الطبيعة، والنظام الأخلاقي والسلوكي عند الكونفوشيين يقوم على الوسطية والاعتدال بلا إفراط أو تفريط، والعلاقات هذه تقوم على ركائز خمس: هي علاقة الأمير بالرعية، وعلاقة الابن بأبيه، والأخ الأكبر بأخيه الأصغر، وعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة الصديق بصديقه.
لقد اعطت الكونفوشية دورا رئيسيا للعائلة وللروابط العائلية ، أما بالنسبة للعلاقات الوالدية، فقد قالت الكونفوشية بولاء الأبناء "هسياو" وهو فضيلة توقير العائلة واحترامها. فأولاً وقبل كل شيء يتم توقير الأبوين لأن الحياة نفسها متولدة عنهما، وفي غمار إظهار التوقير للوالدين من المهم حماية الجسم من أن يلحق به أذى حيث إن الجسم من الأبوين ومن هنا، فإن حماية الجسم هي تكريم للأبوين. كان موقع الام مميزا من خلال خونها احد الاجداد، وبالتالي جزء من ديانة عبادة ارواح الاجداد المقدسة. كانت العائلة تملك مقابرها الخاصة التي يجتمع الجميع ليتقدمهم الاكبروهو يتلو:

أنا العابد الحفيد فلان الفلاني، اليوم وبمناسبة حلول أواسط الفصل كذا، أود تقديم قربان لكم، أيها المرحومون إلى القريب والجدِّ، وجدِّ الجدِّ، وجدِّ جدِّ الجدِّ، وإلى القريبة، الجدَّة، وجدَّة الجدَّة، وجدَّة جدَّة الجدَّة، وأملك الجرأة لنقل لوحكم الخشبي إلى قاعة المنـزل لأدعو أرواحكم لتنعم هناك بقبول القرابين التي ستقدم مع فائق التبجيل".

غير ان المرأة لم يكن لها وزنا بمعزل عن الاسرة ككل، فلم يكن هناك وزنا للفرد خارج العائلة.






7- المرأة فى الحضارة الهنديةواليابانية:



آ- المرأة في الديانة الهندوسية:

في بلاد الهند كانت الديانات الاساسية هي القيدية والبراهمية الهندوسية والبوذية. زقد اعطت القيدية مكانة راقية للمرأة ولكن مع تتطور الهند وإزدياد سيطرة الكهنة والاقطاعيين حولوا المرأة الى منزلة وضيعة. القيدية والبراهمية هم الاسماء الاولى للهندوسية، ولازال "القيدية" الاسم للكتاب المقدس للديانة الهندوسية، في حين براهما هو الرب الاساسي لهم.

وفي نظام ساتي الهندوسي تقوم المرأة الطاهرة بحرق نفسها عند وفاة زوجها حتى لايتعرض شرفها لتدنيس او وفقا ‏لفلسفة طبقة الراجبوت فان ساتي تعني المرأة الصالحة التي اصبحت قادرة على تقديم ‏نفسها كهبة حيث كان يعتقد انه بفعلها هذا ستخلص نفسها وافراد اسرتها وذويها من هم ‏البعث من جديد او التجسيد وهو "تحول روح الميت الى حيوان او طائر" حسب المعتقد ‏الهندوسي. غير ان هذه الطقوس قد تغيرت على مر الزمن، من طقوس اختيارية الى طقوس اجبارية، لتصبح ملزمة لشرف المرأة، كما يحدث في كل الديانات.

والهندوسية ليست فقط ديانة الهند، بل تاريخها الحضاري، ومنها نرى تتطور مكانة المرأة مرتبط بتتطور مفاهيم الهند الاجتماعية والطبقية.

وقد اختلط النظام الديني، كما يقول السحمراني، بمختلف الأنظمة من سياسي واجتماعي واقتصادي ولكي يضمن أصحاب النفوذ الديني وأصحاب النفوذ السياسي نفوذهم كرّسوا نظام طبقي اجتماعي يضمن لهم السيطرة، فكان من ذلك أن تبلور نظام الطبقات عند الهندوس، الذي وزّع الهنود في أربع طبقات مغلقة، ينتمي الأبناء بذلك إلى طبقات آبائهم حكماً.

الطبقات الأربع: يتكون المجتمع حسب الهندوسية من أربع طبقات هي: البراهمة، الكشاتريا، الويشاش، الشودر. وهذه الطبقات تتحكم بحياة المرأة وحقوقها الى حد كبير. إن الطبقات مقسمة حسب اهمية خلقها من قبل ابراهما، يقولون: «لسعادة العالـم خلق برهما البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه».



ولدى الهنود طقوس تشبه الطقوس الاسلامية، إذ الجنابة كما جاء في نصوص كتابهم منُّوسَمَرتي يتمّ التطهر منها بالاغتسال «إذا ما خرج المني من الإنسان فإنَّه يتطهر بالغسل»، كما أنَّ «المرء يطهر بالغسل إذا ما لامس شخصاً من الأسافل، أو امرأة حائضاً أو نفساء، أو جثمان ميّت أو لمس من قد لمس جثمان ميّت». أما للمرأة فإنَّها «تطهر بعد الإجهاض بيوم عن كلّ شهر من أشهر الحمل، وتطهر بعد الحيض بالغسل». ويؤدي كلّ من الرّجل والمرأة الصلاة بهيئة مختلفة عن الآخر، فالرّجل يجلس متربعاً والمرأة تجثو على ركبتي.



وقد ورد في بعض النصوص في شرعهم أنه «لا تليق الحرية المطلقة بالمرأة قط، بل يجب أن يرعاها أبوها في صغرها وزوجها بعد ذلك وابنها في كبرها». الامر الذي يذكر بالكثير من المفاهيم المتشابهة عند بعض المجتمعات الاسلامية.

كما يجب عليها سواء كانت « صغيرة وشابّة أو مسنَّة ألا تعمل عملاً، ولو داخل دارها بمطلق إرادتها وحريتها، بل يجب أن تكون في صغرها تابعة لأبيها، وفي صباها لزوجها، وإذا مات زوجها فلإبنها، ولا تكون مطلقة الحرية». وهذا له مقاربة نوعا ما بفقه الولاية في الشريعة الإسلامية
كما فرضت الشريعة الهندوسية نظاماً سيئاً على المرأة جعلها أسيرة زوجها في شتى وجوه حياتها، وعليها أن تطيعه حتى لو كان منحرفاً وغير صالح، كما صورها المجتمع الهندوسي بأنها فاسدة ومفسدة حيث لامكان عندها للقيم والأخلاق، وبذلك دعا للتعامل معها بحذر«قد فطر النساء على إغراء الرجال، فعلى العقلاء أن يحذروهن، إنَّ في استطاعة النساء استهواء حتّى العلماء من الرجال، وجعلهم عبيد الهوى والغضب، بل الجهلاء منهم.

وتدعو الهندوسية الرّجل إلى عدم مواقعة زوجته، وهي في الحيض، لأن "وطء الحائض يذهب العقل والنشاط والقوّة والجمال، وبالاختصار إنَّه يضيع الحياة كلّها، أما اجتنابها وهي في حالة الحيض، فإن ذلك يزيد العقل والنشاط والقوّة والعمر.

والمرأة عند الهندوس لا تتاح لها فرصة التحصيل العلمي خاصة للفلسفة، لأنَّها لا تطيق ذلك ويقودها إلى الجنون. وكذلك يحرّمونها دراسة كتب الفيدا والويدا المقدسة عندهم. ينقل ديورانت في هذا: «ففي المهابهاراثا إذا درست المرأة كتب الفيدا كانت هذه علامة الفساد في المملكة. ويروي المجسطي عن أيام شاندرا جوبتا: إنَّ البراهمة يحولون بين زوجاتهم وبين دراسة الفلسفة؛ لأنَّ النساء إن عرفن كيف ينظرن إلى اللذّة والألـم، والحياة والحوت، نظرة فلسفية، أصابهن مسٌّ من جنون، أو أبَيْنَ بعد ذلك أن يظلّن على خضوعهن».

والهندوس ـ كما جاء في منوسمرتي ـ بشجعون على الزواج المبكر الى درجة الزواج في سن الطفولة كما كان الامر في فجر الاسلام. ويعتبرون عدم الزواج عاراً، ومنذ الصغر يهتم الأهل بإتمام زواج أولادهم. والزواج يربط المرأة بزوجها رباطاً أبديا فليس للمرأة الحق بالاطلاق بالرغم من ان للرجل الحق بطلاق زوجته في ظروف معينة. لذلك انتشر عندهم إذا مات الزوج قبل الزوجة أن تحرق الأرملة مع جثمان زوجها لأنَّه خير لها أن لا تبقى بعده.

ويدعون للتباعد في الزواج بحيث لا يتزوج الإنسان من قريباته، إن لجهة الأم أو الأب، ويضعون شروطاً قاسية تتعلق باختيار الزوجة.

وإذا كان موضوع حرق المرأة الأرملة مع جثمان زوجها قد توقف بشكل شبه نهائي بعد قانون أصدره المستعمرون الإنكليز سنة 1830، فإنَّ المرأة ظلّت محرومة من ميراث أبويها حتّى سنة 1956، حيث صدر قانون في الهند يعطيها هذا الحقّ ، إلاَّ أنَّ المرأة لـم تنتهِ معاناتها بعد في مجتمع الهند حيث لازالت مشكلة "الدوطة" التي على الأهل تأمينها تقف عائقاً أمام زواجه.



تعطي الهندوسية للرّجل حقَّ تطليق زوجته، وهذا الحقّ غير معطى لها، أمّا الأمور التي تبرّر له هذا الطلاق، فهي بحسب شرعهم في منُّوسَمَرتي محدّدة بالنص التالي: «يحقّ للرّجل أن يطلّق زوجته إذا ما ظهر له فيها عيب أو مرض أو أنَّها غير بكر، أو أنَّها أعطيت له بخدعة».



غير ان الهندوسية اعطت مكانة عظيمة للأبوين لما لهما من فضل في إعداد الأولاد وتربيتهم «ليس بالمستطاع مكافأة الأبوين، حتّى ولا بمئة سنة، على ما يقاسيانه من العذاب في نسل الأولاد... على التلميذ أن يقوم على خدمة الأبوين والأستاذ بما يرضيهم، وبذلك ينال ثواب عباداته كلّها... إنَّ طاعة هؤلاء الثلاثة هي خير العبادات، فعلى التلميذ ألاّ يقوم بعبادة ما رجاء الثواب وزيادة الحسنات إلاَّ بإذنهم
وجاء فى شرائع الهندوس: ليس الصبر المقدر والريح ، والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة.




ب- المرأة في الديانة الشنتوية:
كتب الباحث محمد حسين فضل الله" إنَّ الحياة في الجزر اليابانية بدأت بزواج وتوالد، هذا الزواج الذي يتمّ بين زوجين من الآلهة حسب الأساطير الشنتوية، وهذه العلاقة قامت على أساس المجتمع الذكوري الذي يقدّم الرّجل ولا يقبل تقدّم أو سبق المرأة له.

والمرأة هي الركيزة الأساس في الأسرة، وعلى عاتقها تقوم أمور الأسرة، حتّى شراء المنـزل والمقتنيات، ومن تقاليدهم أنَّها تستلم مرتب زوجها وتعطيه مصروفه الخاص، ولكن ذلك لا يمنعها، وهي تحمل المؤهلات العلمية، من طاعة الزوج، والانحناء له وتنفيذ أوامره، فهو السيِّد المطاع.

وللصبي دورٌ وامتيازاتٌ أكثر من الفتاة في مجتمع اليابان حتّى يومنا هذا، ومن أسباب ذلك ما في معتقداتهم الدينية التي تنص على أنَّ تقديس الآباء والأجداد، لا يمكن أن يقوم به إلاَّ الأبناء والأحفاد الذكور.

والمرأة اليابانية تميل للاستقالة من عملها بعد الزواج والإنجاب لتتفرغ لشؤون أسرتها، والرّجل يقدّس عمله ويقضي فيه أوقاتاً إضافية حتّى لو كان ذلك دون مقابل مادي، وهذا الأمر يكون محل رضى المرأة ويعزّز من تقديرها لزوجها، والزوجة التي يعود زوجها إلى المنـزل باكراً من عمله يصيبها الإحباط وخيبة الأمل، والمرأة اليابانية عندها الاستعداد لتحمل أمور كثيرة في بيت الزوجية وتفضل ذلك على الطلاق وترك منـزلها.

وشريعة الشنتو لا تُعارض تعدّد الزوجات لا بل تقرّه، وإن كان غير معمول به عندهم هذه الأيام، وتسلّم المرأة اليابانية بالمجتمع الذكوري، ومن ثمَّ بحقِّ الرّجل في تعدّد الزوجات، بينما المرأة لزوجها فقط. ولكنَّ هذا لـم يمنع من احترام الحياة الزوجية أو إعطائها هالة وموقفاً سامياً، حيثُ طقوس الزواج في اليابان لا تزال تعتمد الطقوس الشنتوية المتوارثة، حيثُ يتمّ الزواج في أحد معابد الشنت.

وبالرغم من الطغيان الذكوري على التركيبة الاجتماعية للمجتمع الياباني، إلا ان المجتمع نجح في الوصول الى تقاليد تحترم حرية المرأة وسيادتها على مصيرها، لتتحول الى إنسانة حرة، بالرغم من تشابه ظروفها في السابق مع ظروف المرأة العربية والاسلامية.



8- المرأة فى الحضارة الفارسية:



لقد بد أ الإيرانيون حياتهم الدينية مثل كثير من شعوب العالم ، بعبادة قوى الطبيعة . ثمسادت في بلاد فارس الديانات الزرادشتية والمانوية والمزدكية وكانت تمثل دين الدولة الرسمي، ولم تحمل هذه الديانات المرأة تهمة الخطيئة الاولى فجعلتها رمزا للحياة والخصب والنما.

ظهرت "الزرادشتية" على يد مؤسسها زرادشت zoroustre في القرن السابع قبل الميلاد ، ويعتقد ان بعض الاغريق قد تأثروا بالزرادشتية. كان وضع المرأة في فترة ازدهار الزرادشتية ممتازا، بفضل كون الزرادشتية تتدعو الى مكافحة الشر في النفس والبحث عن العدالة والاخوة الكونية بغض النظر عن الجنس. كانت الزرادشتية تقزم على الارادة الحرة ولااثر للعبودية فيها. وقد آمن زرادشت بحق المرأة واعتبرها مساوية في البشرية وفي الحقوق والواجبات. لقد كانت المرأة تمارس في عهد زرادشت حقوق واسعة كأختيار الزوج والطلاق وتملك العقارات والاراضي الزراعية وإدارة تجارتها الخاصة ، مما يشير الى ان المجتمع الفارسي لم يكن إلا استمرارا لتراث المجتمع البابلي والاشوري واستمرارا له تاريخيا وثقافيا واجتماعيا. غير انه في عصر متأخر فقدت الالهة انثويتها، وتحولت من عشتار وآلهة القمر، الى الهة الشمس الذكورية.

غير ان هذه المنزلة انحطت ايام دارا حيث اعتبرت المرأة غير طاهرة ليتتطور مفهوم نجاسة المرأة. كان عليها ان تربط عصابة على فمها وأنفها اذا حضرت الى النار المقدسة ثم تطورت العصابة الي جلباب وغطاء كامل للجسم تلبسه المرأة من رأسها الى قدميها لربما كانت هذه هي بداية ما يسمى بالحجاب الذي نراه اليوم وكانت آيام دارا هي اسوأ ايام المرأة الفارسية.

إذا كانت Manes "المانوية" دعت إلى الزهد والبعد عن النساء، فإن ديناً آخر لم يلبث أن ظهر في ايران وهو "المزدكية" على يد صاحبه "مزدك " الذي دعا الناس إلى حل مشكلاتهم ونبذ خلافاتهم بجعل الحق في الأموال مشاعاً بينهم، ليصبح الرجال والنساء على مستوى واحد من المسؤولية والحقوق امام المشاعية الاجتماعية للملكية ، ولكن مزدك قتل ولوحقت اتباعه.







9- المرأة فى اليهودية:



القت الديانة اليهودية عبء الخطيئة الاولى على المرأة وحدها في قصة الحية والمرأة (فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل فأخذت من ثمرها وأكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل... فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم .. وقال للمرأة تكثيرا اكثر اتعابك حبلك بالوجع تلدين اولادا الى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك .. وقال لآدم لآنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة واوصيتك قائلا لاتأكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك..)



وبالرغم ذلك لم يعني ذلك تتطابق في المفاهيم الاخلاقية مع اخلاقنا الحديثة اليوم، إذ لم يكن الزنى من المفاهيم السيئة في المجتمع اليهودي إذ ذكرت كتبهم الدينية ان اللهقال للنبي هوشع : " أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع : اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى ، لأن الأرض قد زنت تاركة الرب . فذهب النبي هوشع وأخذ الزانية جومر بنت دوبلايم زوجة له فحبلت وولدت له ابنا " . ( سفر هوشع 1 / 2-5 ) . في نفس الوقت حضت على عدم الزنى الى درجة ان الزانية ترجم إذا ثبت الزنى عليها، الامر الذي اوقفه المسيح لاحقا. في حين الزنى بالفتاة العذراء يؤدي الى الزواج بها مدى الحياة تنص التوراة في الفقرتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين من الإصحاح الثاني والعشرين من سفر التثنية، على أن الرجل إذا زنى بفتاة عذراء، فإنه يترتب عليه أمور ثلاثة: "يعطي الرجل (الزاني) .. لأبي الفتاة خمسين من الفضة، وتكون هي له زوجة.. لا يقدر أن يطلقها كل أيامه"



وقد ذكرت الاساطير اليهودية قصص نساء بطلات ضحوا بأنفسهم من اجل شعبهم مثل يهوديت :أرملة يهودية قصتها سفر من أسفار التوراة ( العهد القديم ) المحرفة . حيث أن هذه الأرملة الجميلة صممت على الانتقام من كبير قواد نبوخذ نصر الذي هزم اليهود وشردهم وأخذهم أسرى بابل بعد أن حطم الهيكل وأورشليم سنة 685 قبل الميلاد . واستير التي لعبت دورا هاما عندما قدمها عمها كهدية الى ملك الفرس أحشويرش لتكون ضمن محظياته وجواريه هديه منه للملك العظيم . واستطاعت أستير الجميلة واللعوب أن تسلب لب الملك رويدا ورويدا ، ولما رفضت الملكة ذات يوم أن تجيب دعوة الملك غضب عليها وطردها ، وجعل أستير ملكة بدلا عنها .

وفي اليهودية يرث الولد الاول فقط، في حين ترث البنت فقط إذا لم يوجد اولاد ، حيث تبقى اولوية الورث بين الاولاد اولا حسب تسلسل همنصّت في الفقرة الثامنة من الإصحاح السابع والعشري من سفر العدد، على أنه "أيّما رجل مات وليس له ابن، تنقلون ملكه إلى ابنته...



ورد في الفقرات من الخامسة إلى الحادية عشرة من الإصحاح الخامس والعشرين من سغر التثنية حكم خاص بالأخ إذا مات أخوه ولم ينجب من زوجته ولداً، فأوجبت عليه التزوج بامرأة أخيه الميت، وحرمة تزوجها بأجنبي، فقالت: "أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة، ويقوم لها بواجب أخي الزوج، والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل. وإن لم يرضَ الرجل أن يأخذ امرأة أخيه، تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ وتقول: قد أبى أخو زوجي أن يقيم لأخيه اسماً في إسرائيل، لم يشأ أن يقوم لي بواجب أخي الزوج، فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه، فإن أصرّ وقال: لا أرضى أن أتخذها، تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ، وتخلع نعله من رجله. وتبصق في وجهه، وتصرخ وتقول: هكذا يُفعل بالرجل الذي لا يبني بيت أخيه، فيدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع النعل".



جاء في الفقرات الأولى من الإصحاح الثاني عشر من سفر اللاويين، أن المرأة إذا ولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيام، ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوماً في دم طهرها، وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين، ثم تقيم ستة وستين يوماً في دم طهرها؟! , لنرى ان مفهوم النجاسة قد نقلته الديانة اليهودية معها من ارض فارس.




10- المرأة فى المسيحية:


بالرغم من ان عيسى قد اوقف رجم المرأة الخاطئة فأن رسالته لم تتعرض كثيرا للقضايا الحقوقية وابقى الى حد بعيد القوانين اليهودية، بأعتباره امتدادا لها. اتباعه اظهروا مقدرة كبيرة على استيعاب قوانين اليهودية في ممارساتهم السياسية. بولس كان يعتبر النساء أقل منزلة من الرجال، فهو القائل( لتصمت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس مأذونآ لهن فى الكلام بل أمرن أن يخضعن للطاعة،هكذا تأمر الشريعة، فأن أردن أن يتعلمن شيئآ ليسألن رجالهن فى المنزل، لأنه من المعيب للمرأة أن تتكلم فى الكنيسة)). الامر الذي ورثه الاسلام ايضا ، اذ يرفض حق المرأة في الامامة ولايتورع البعض اعتبار صوتها عورة.


وكتب أيضا(لا أسمح للمرأة أن تعلم ولا أن تغتصب السلطة من الرجل ولا تتسلط، وعليها أن تبقى صامتة لأن آدم كون أولآ، ثم حواء،ولم يكن آدم هو الذى انخدع بل المرأة انخدعت،فوقعت فى المعصية)). وهذا وجد إنعكاسا في الاسلام ايضا. وجاء فى انجيل متى( من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم: ان طلق امرأته الا لعلة الزنا يجعلها تزنى. ومن تزوج مطلقة فأنه يزنى)). وبالرغم من ان الظاهر ان الرجل هو الذي يطلق إلا ان الجوهر في انهما كلاهما باقون ععصمة لاتنفصل وليس للرجل فيها قوامة.



وجاء ايضا مايشير الى وجود الحجاب منذ فترات مبكرة, بالرغم من ان ذلك لايشير الى تشريعه وانما الى استمراره كعادة من عادات سلوك المجتمع وارتباطه بمحيطه التاريخي:

" وقالت للعبد من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا، فقال العبد هو سيدي، فأخذت البرقع وتغطت "

تكوين ( 24 : 65(


يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( 11 : 3

"ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل ". الامر الذي يشيرالى ان المرأة تخضع لمجتمع يحكمه الرجال، بالضبط حسب سلوكية عصر الرومان القديمة.


وفي مكان آخر من ذات الرسالة يقول ( 14 : 34- 35 )

" لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة "


ويقول في مكان آخر أيضا من نفس الرسالة ( 11: 9 )

" ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل "


وفي رسالته الأولى إلى تيموثاوس ( 2 : 11- 14 ) يقول :

" لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكني لست آذن للمرأة أن تـُعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدّي "


وفي رسالته إلى أهل أفسس ( 5 : 24 ) يقول :
" ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء ". وبالطبع يصح الخضوع متوالية هندسية حيث يخضع الرجل للكنيسة والمرأة للرجل.

وفى القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم ما عدا أم المسيح،وتسأءلوا هل تعد المرأة انسانآ أم غبر انسان؟.


وفى انجلترا صدر أمر ملكي من هنري الثامن يحظر على المرأة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن للمرأة حتى عام 1882 الحق فى التملك.كما أن شخصية المرأة فى انجلترا محجوبة بشخصية زوجها ولم يرفع عنها هذا الحجر الا بحلول عام 1870،ثم صدر قانون عام 1883 بأسم ملكية المتزوجة وبمقتضاه رفع عنها هذا الحجر.وفى ايطاليا اخرج قانون صدر عام 1919 المرأة من عدد المحجور عليهم.

وفى المانيا وسويسرا عدلت القوانين الصادرة فى أوائل القرن العشرين من قواعد الحجر على المرأة،وأصبح للزوجة مثل مالزوجها من حقوق،

منقول ................تحيات av.joven
 

karim

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
3,291
مستوى التفاعل
107
النقاط
63
الإقامة
الجزائر
رد: المرأة عبر الحضارات وشرائع غير الإسلام

شكرا جزيلا زميلي المحترم على الموضوع القيم

مزيدا من التواصل
 

av.joven

عضو متألق
إنضم
22 أغسطس 2010
المشاركات
884
مستوى التفاعل
29
النقاط
28
الإقامة
بلدية برج بونعامة ولاية تيسمسلت
رد: المرأة عبر الحضارات وشرائع غير الإسلام

لن أتوانا في قول مايجب ان يقال ومن باب اولى من اي قول آخر
أي إمرأة هاته التي إن قيل لها هذا حقك لم تجب
وإن قيل لها هذا ليس حقك لم تجب
الصمت لايغني ولايفيد سوى معنى واحد وهو الموت
لأن الميت لايتكلم معنا
والصامت لايدرك قيمته ولا مبلغ مافي راسه ابدا
أيتها المقصودة من القول هيا تكلمي لنعلم بأنك على قيد الحياة الست إنسان مخاطب مثلنا حسب القول
لا أظنك ذلك
لاحظو معي
المرأة مبرمجة لماهو داخل البيت من أشغال البيت وحاجياته وتربية الأبناء
وطاعة الزوج حتى وإن قال غير مايقال
ونظرا لنقصها دينا وعقلا كان لزاما علينا كبح جماح الضعف بقوة الردع
ميزان عادل
الا وهو الحجاب
ردع لما وجد له
ولاقول غير الذي نقول ممايجب ان يقال دون ان تقول هي ابدا وكيف تقول وقد حرمت القول اصلا لانه من إختصاص الرجال .
 
إنضم
14 سبتمبر 2010
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
ادرار
رد: المرأة عبر الحضارات وشرائع غير الإسلام

المرأة هي الامة اذا صلحت المراة صلح المجتمع كله. لذلك الغرب اليوم يشن حرب ضروس لسلخ المراة العربية المسلمة عن دينها وحشمتها واصالتها . فتم اخراجها الى الفجور والعري باسم المدنية والتحضر، حذار يتوجب دق ناقوس الخطر. راجعوا اتفاقية السيداو وسترون مدى خطورتها السم في الدسم.
 

سمير13

عضو
إنضم
26 سبتمبر 2009
المشاركات
45
مستوى التفاعل
1
النقاط
6
رد: المرأة عبر الحضارات وشرائع غير الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله
يكفي المراة المسلمة فخرا ان الله سمى سورة من القران الكريم بسم سورة النساء .وان الرسول صلى الله عليه وسلم استوصى بهن خيرا في حجة الوداع.
ولا عزة في غير ما انزل الله
 
المواضيع المتشابهة المنتدى التاريخ
karim الشريعة الاسلامية 0 1K
yacineakh كتب و مذكرات وأبحاث القانونية 1 2K
إ المنتدى القانوني العام و النقاش القانوني 0 3K
Y قانون الأسرة 3 13K
Y المنتدى القانوني العام و النقاش القانوني 1 5K
Y المنتدى القانوني العام و النقاش القانوني 1 5K
A المنتدى القانوني العام و النقاش القانوني 33 27K
Y القانون الدستوري 2 10K

المواضيع المتشابهة

أعلى